الحرب العالمية الثالثة وصداع الرأس
أحمد الحربي جواد
العالم بلا استثناء يرقب ما يحدث من صراع روسي أوكراني خطير، من إن تتحول تلك الحرب الى نزاع نووي، إما التصريحات السياسية فلا تقل حرارة عن تلك المتولدة من لهيب ذلك الصراع.
وفي خضم كل ما يجري يصدمك البعض أكرر البعض، من محللي الأوضاع السياسية ووجهات النظر، التي لا تمت بصلة لا من قريب او بعيد بالإحداث الخطيرة الجارية ...مما يدفعك لشرب (استكان جاي عاشر مع حبة براسيتول) كي تستوعب تلك التصريحات الفلذكية (الفلتة والذكية).
منذ أن أخذت طبول الحرب تقرع في أوربا، واندلعت نار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حتى انبرى العديد من قراء المشهد السياسي من محللين (وغير محللين وموهوبين بلهجتنا الدارجة)، بطرح أفكارهم وأرائهم وتوقعاتهم النيرة، في مجرى الحرب وأسبابها وتداعياتها في أوربا الشرقية والغربية، وحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، والعالم والعراق وتأثيرها بشكل خاص على الحصة التموينية (ذائعة الصيت).
فتجدهم هنا وهناك؛ يصرحون ويقابلون ويهمهمون متأملين السماء، قبل أن ينطق أحدهم بفصيح الكلام، كونهم حسب ادعاءات البعض منهم خبراء في الشأن الروسي والأوربي، قانونياً وجغرافياً واجتماعياً، بالإضافة الى الأكلات المفضلة للشعبين ولقادتهم وكيفية إعداد الكبة الروسية والبرياني الإوكراني.
بل إن مواعيد إنتهاء الحرب أو استمرارها، وتحولها ألى حرب إبادة نووية أوأنتهاءها وإحلال السلام يعتمد على مزاجهم واختلاف أراءهم ونوع المرق الذي تناولوه على الغذاء (بالعناد من تصريح حجي شليوط).
هذا ما أعاد بي الذاكرة الى جارتنا (الحَاجة) اعتدنا على مناداتها بهذا اللقب (أمراءه كبيرة السن، جارتنا حتى نهاية الثمانينات من العقد الماضي) وأذكر جلستها بالقرب من المدفأة (الصوبة-علاء الدين إنكليزية قديمة) التي لا تطفئ ليلا ولا نهار إلا في بعض إيام الصيف الحار جدا، ويتربع أبريق الشاي والماء مكانهم المرموق على رأس تلك المدفأة.
كما كانت تقرب اليها ذلك المذياع القديم ذوالغلاف الجلدي المهترء من ماركة (ناشونال)،والذي لايفهم منه إلا بعض الضوضاء و(هنا لندن) وبعض الأصوات غير المفهومة بسبب قدمه وكثرة أعطاله.
ومع هذا كانت الحاجة بعد ان تقدم لضيوفها (أستكان الشاي) تأخذ بشرح الوضع الدولي والحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي آنذك.
بقولها (يابه ابو روسيا كال لأبو أمريكا وجاوبه ابو روسيا مرورا بأبو فرنسا وأبو ناجي...) تلك المفاوضات لا تجري إلا والحاجة هي الطرف الأكيد في تلك المفاوضات عالية السرية.
وكل هذه الخطط والمعلومات تلم بها الحاجة من ذلك المذياع الخطير، حين تسألها من أين لك هذه المعلومات فيكون جوابها (من الراديو، أصلي ياباني)، وهكذا نجد أن محللي الساعة ليس لتحليلاته أو اراءه جذور معلوماتية صحيحة، بل يبني تحليلاته وينشرها على أساس (بيني وبينك، وسمعت، وقابل ينظم عليه شي)، هذا هو واقع حال البعض، ممن يتهافتون على الفضائيات للظهور فقط، ولا يقدروا خطورة أو تصريحاتهم. التي قد تلقى أذناً صاغي عند البعض، مما يلقي بظلاله الثقيلة على حياتهم، مضافة الى الصعوبات التي يواجها المجتمع العراقي الذي هو بحاجة اليوم، وبشكل فعلي الى التفاؤل والابتسامة.
...وللحديث بقية...دمتم.