المشاريع الوهمية
حسين الصدر
-1-
لم يطرق سمعي على الاطلاق أنَّ بَلَداً من بلدان العالم كثُرت فيه المشاريع الوهمية حتى بلغت الآلاف الاّ العراق ..!!
-2-
وفي ( العراق الجديد ) تحديداً وليس في العراق الملكي ولا في العراق الجمهوري حتى 9 /4/ 2003.
-3-
والمشاريع الوهمية هي احدى وسائل النهب للثروة الوطنية، حيث تقدّم هذه المشاريع على أنها مشاريع اقتضتها الحاجة المُلِحّة، وترصد لها المليارات من الدنانير ثم سرعان ما تمتد الايدي الخائنة الى تلك المليارات لتحولها الى أرصدة خاصة في المصارف الأجنبية دون خوف من الله، وبلا إحساس بوخز الضمير ، وبعيداً عن كل الحسابات الشرعية والوطنية والأخلاقية ...
-4-
إنّ أقل ما يتردد عن أعداد هذه المشاريع الوهمية يبلغ ثمانية آلاف ..!!
-5-
واذا كان المخلصون يسعون لاعمار أوطانهم، فانَّ فرسان الصفقات المشبوهة في العراق الجديد لا يسعون الاّ للاستحواذ على المال العام في مؤشر واضح الدلالة على عُمْق بُعْدِهم عن حُبّ الخير للوطن والمواطنين.
-6-
وما قاله الشاعر " محمود الورّاق " قبل قرون بعيدة يصلح للانطباق على حيتان الفساد والقراصنة المتمرسين بالسرقة الرهيبة، ممن تُخلع عليهم أوصاف ونعوت تجعلهم على رأس المتسترين بالعباءة الدينية، وحاشا الدين وأهله ان يُقّرَ لهم بذلك ..
انهم كما قال الورّاق :
أظهروا للناس دِيَناً
وعلى الدينارِ دَارُوا
وله صاموا وصلوا
وله حَجُّوا وزارُوا
لو بدا فوقَ الثُريا
وَلَهُمْ رِيشٌ لطاروا