الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المزارات الوهمية والحكم

بواسطة azzaman

المزارات الوهمية والحكم

 

عباس فاضل الموسوي

 

تابعنا خلال الأسابيع الماضية حادثة ضحايا ما يعرف بقطارة الامام علي (ع). وأتمنى ان لا يمر هذا الحادث كغيره مرور الكرام وتطويه صفحات النسيان بضل الواقع العراقي الذي يقدم لنا كل صباح موضوعا يصبح مادة للجدل والاختلاف خصوصاً بعد نجاح الأحزاب المتأسلمة بنقل صراعاتها الى داخل البيت العراقي.

 حادث القطارة يقودنا الى التطرق لطبيعة المزارات الوهمية التي ظهرت بعد العام 2003 ومدى دقة الروايات التي تنسج حولها !؟

 الى الان لم تعلن اي جهة دينية عن عائدية مزار القطارة لها وهذا يعني ان كل شخص   بإمكانه بناء مزار مدعيا تبعيته لأحد الأئمة الأطهار أو ذويهم اعتمادا على رؤية في المنام!؟

إن الكثير من مراجع الدين يعرفون حقيقة هذه المراقد وخطرها ، وانحرافها عن الإسلام ويعرفون ان دافعها التكسب المالي ، لكنهم يلتزمون الصمت حذراً من ردة فعل الخرافيين واتباعهم من جهة وتجهيل الناس وإبعادهم عن قضايا البلد الرئيسية.

 من الواضح ان الاحزاب الاسلامية تعمل على تجهيل وتسطيح المجتمع العراقي بغية السيطرة عليه وهو أمر ليس بجديد ان يوظف الدين بعد كل هزيمة  أو انكسار كما حصل في مصر بعد حرب حزيران 1967والادعاء بظهور السيدة العذراء في شوارع القاهرة وبالمقابل كان بعض ابناء العراق يدعون رؤية صدام في القمر وسبقه في ذلك الزعيم قاسم!!؟

 وهنا اسمحولي ان أقتطف أجزاء من مقالة كتبتها سابقا قد تجيب عن بعض التساؤلات التي طرحت....!؟

 هناك تساؤال يقول:

اسماء وهمية

من يصلح للحكم في العراق ؟

هو تساؤل وعنوان عائم كبير نتناوله على استحياء في جلساتنا الخاصة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يختبئ البعض خلفها بأسماء وهمية مستعارة ،ومن ايقظ هذا التساؤل منشور كتبه صديقي المرحوم صبري العقيلي حمل لغة التهكم،نص المنشور يقول:

 (همزين السياسيين الشيعة مالزمو الحكم بعد سقوط الدولة العباسية چان لحدالآن التكسي بعير والموبايل زاجل وحق سيد حبش

(وين رايحين بالعراق ؟؟؟)

أراد الكاتب من ذكر سيد حنش الاشارة الى المراقد الوهمية التي ملئت أرض العراق وسط سكوت المؤسسة الدينية !؟

التساؤل الأكثر صراحة هو من يصلح للحكم من المسلمين العرب.. السنة أم الشيعة في ظل قناعة ان الأكراد يعطون الأولوية للجانب القومي وايضا في ظل اغفال تام لدور الاديان والقوميات الأخرى!

هل الفشل في ادارة الدولة راجع لجانب ديني ومذهبي؟

الجواب يتهرب منه الكثيرون مع ان حل المشكلة يكمن بمواجهتها.

الخلل ليس عقائدي كما اعتقد. ....لاننا مجتمع بعيد عن الدين ولا نعرف عنه الا السطحيات التي قد يراها البعض بديلا عن جوهر الدين ومن جانب اخر علينا ان لا ننكر طائفيتنا المذهبية...أي متعصبون بدون دين وطائفيون بلا مذهب.

الصراع هو صراع سلطة وليس مذاهب

مشكلة الشيعة تحديدا اجتماعية بالدرجة الاساس قائمة على الاستمتاع بدور الضحية حتى وهو على رأس السلطة والمتأتي من فهمهم الخاطئ للتقية  ،والشيعة  مصابون أيضا بمرض الجوع الدائم للسلطة فهو اناني لا ينظر بعيدا.،كما هم ساسة سنة العراق   فهم لا يرون غيرهم بديلا لادارة الدولة. وكثير من شيعة السلطة لم يغادروا دور  المظلومية، وبعد 2016 سخروا جميع اموال ومؤسسات الدولة على ترسيخهما ،

والمصيبة الأعظم والمؤسفة جدا قبولها وتبنيها من قبل الكثير من التابعين لتلك الطائفة.

ويشترك غالبية العراقيين بازدواج الشخصية والانحياز العشائري والقبلي الذي يغلف طائفيا والدليل السؤال الازلي ( الاخ من يا عمام؟ )

مشكلاتنا محددة مسبقا من قبل علماء الاجتماع من شاكلة د.علي الوردي ومدرسته الفكرية الكبيرة بل هي اصبحت اكثر وضوحا حتى لذوي الاطلاع البسيط بشؤون مجتمع عراقي أقل ما يقال عنه انه لا يعرف ماذا يريد !؟

واذا ما ظل صراع السلطة قائما فلن تقوم لنا قائمة على المدى القريب.

الحل يكمن في ثوابت وطنية بعيدا عن المذهبية والمحاصصة الحزبية.

 


مشاهدات 849
أضيف 2022/12/24 - 1:48 AM
آخر تحديث 2024/11/23 - 12:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 211 الشهر 9682 الكلي 10052826
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير