وقد تكون الوصفة الشعرية
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
اذا أعجبَتْكَ خِصالُ امرئٍ
فَخُذْها تكنْ مِثْلَ ما يُعْجِبُكْ
فليسَ على الجُودِ والمكرماتِ
اذا جِئْتَها حاجبٌ يَحْجُبُكْ
للشخصية القويّة قدرتُها على نشر شعاعها في الفضاء الاجتماعي .
وقد يكثر المفتونون بها ويزدادون يوماً بعد يوم ...
انّ الأبعاد الباهرة التي تنطوي عليها الشخصية الرسالية هي التي تجتذب المُعْجَبِين .
ومن هنا جاءت الوصفة الشعرية التي كتبها الشاعر لكل مَنْ تَطلّعَ الى أنْ يكون من اللامعين الذين لهم مَنْ يتأثر بهم الى حد بعيد .
-2-
انّك ترى الناس يكنون الاحترام والتقدير لصاحب القلب الرقيق الحاني على الفقراء والضعفاء، ذلك أنَّ هذا الحنو يدل على الطِيبةِ والصفاء، ويشعر بانّه صاحبُ نَفْسٍ كبيرة تجاوزت حدود الذات فأحست بمعاناة الآخرين واندفعت باتجاه البرّ بهم والاحسان اليهم .
والسؤال الآن :
ما الذي يمنعكَ مِنْ أنْ تكونَ مِنْ ذوي القلوب الرقيقة الحانية وتحذو حذوه في مضمار الرعاية والعناية بالأرامل واليتامى والمساكين ؟
لماذا يبقى دَوْرُكَ دور الراصد فقط ؟
إنّ بمقدورك الانتقال مِنْ دَوْرِ الراصد الى دور الفاعل فتكون كمن أُعجبتَ به وتحوز ماحاز .
من رصيد غنيّ بالحسنات عند الله، ومن رفعة ومحبة عند الناس .
-3-
انّ السمات والصفات النبيلة لا تضع الأقفال على أبوابها وبالتالي فهي مفتوحة أمام كل الراغبين للانتماء الى نواديها .
-4-
جاء التعبير عن النصيحة التي أبداها الشاعر ( بالوصفة) ..
انّ التشابه - بين المريض المحتاج الى الدواء وبين القادرين على احراز نجاحات ملحوظة في ميادين البر والاحسان والنفع الاجتماعي دون أنْ يُقدموا على اية مبادرة علمية ذات ثمار - شديد وكبير للغاية .
وكما يُرجى للمريض أنْ يُشفى مِنْ مرضه اذا استخدم الدواء المكتوب في الوصفة ، كذلك يُرجى لمن تلكأ أو أبطا من الانخراط في صفوف ذوي المبادرات الانسانية ان يبرء مما كان فيهِ وينطلق موفقا مشكوراً الى ساحات البذل والعطاء والاحسان .
وبذلك يكون الرجل اللامع النافع مع ما ينتظره من حسن المآب .