وقد يكون الشعر محراباً للايمان
حسين الصدر
-1-
الايمان هو الحصن الحصين والجُنّة الواقية من كل التحديات والضغوط التي يواجهها الانسان المؤمن في حياته .
انّ كل تلك التحديات تتحطم على صخرة اليقين وتتحول الى فقاعات خالية من كل ما يسلب الاطمئنان والاستقرار .
-2-
وللشعر في محراب الايمان حضورُهُ المتميز ، ودوره الرائد في التعبير عما تجيش النفس من أحاسيس ومشاعر ...
ومن الجميل الآن أنْ ننقل لك ما قاله ابو الفتح البستي – الشاعر الشهير- قال:
وثقتُ بربي وفوّضت أمري
إليه وحسبي بهِ مِنْ مُعينِ
فلا تبتئسْ لِصروفِ الزمانِ
ودَعْنِي فانّ يقيني يَقِيني
نعم
ليس لليأس في نفس المؤمن محل على الاطلاق ،
ولا يزداد مع ازدياد الخطوب الاّ صلابةً وصبراً وثباتا على نهجه الواثق برّبه لِدَرْءِ الأزمات والمشكلات، وحاشاه أنْ يترك عبده اللائذ به واللاجئ الى رحابه خائبا .
-3-
وقال الشاعر مخاطباً الرب الرحيم :
أنتَ الذي يقضي الحوائج كلها
أنت الذي يُعطي العطاءَ ويمنعُ
فاذا وهبتَ فذاك فضلٌ سابقٌ
هذا الذي ارنو اليه واطمعُ
وذا منعتَ فأنت ربي خالقني
حاشا يدايَ لغير جُودِكَ تُرفَعُ
وجدير بالذكر انّ المنع لن يكون الاّ لمصلحة يعلمها الله ويجهلها العبد والاّ فان الله هو الجواد الكريم
-4-
ونحن ندعو الموهوبين من الكُتّاب والشعراء ان تنعكس آثار الايمان على ما يُنتجون ففي ذلك من النفع والخير مالا يخفي على احد .
انّ عطاءهم يدفع بهم لتبوء المكانة الرفيعة في الدنيا ويُثقل ميزانهم في الآخرة بالحسنات .
وذلك هو الفوز العظيم .