وقد يُزري المرء بنفسه

حسين الصدر

-1-

اذا كان من الصحيح القول :

بان هناك من يغالي بنفسه ويدّعي لها مالا تملك من سمات وصفات،

 فان من الصحيح أيضا القول :

بانّ هناك مَنْ يُزري بنفسه ، ويبخسُها حَقَّها .. فَتَسْتَصغِرُه العيون ويزدريه الناس .

انّهما ضدان ..!!

وهكذا هي الأطوار والطباع المختلفة التي يتميز بها الحصيف من السخيف والعاقل من الاحمق ...

-2-

وقد جاء في التاريخ :

ان الرسول (ص) رآى رجلاً رثَّ الثياب ، فقال له :

ألكَ مال ؟

قال :

نعم .

قال (ص) :

مِن أيِّ المال هو ؟

قال :

مِنَ الذهب ،

والفضة ،

والإبل ،

والغنم .

فقال (ص) :

" اذا فَلْنَرَ أَثَرَ نعمةِ الله عليك فانّ الله يُحب أنْ يَرى أَثَر نعمتهِ على عبده"

أرأيتم كيف أزرى صاحب الذهب والفضة والأنعام بنفسه حين اختار الثياب الرثة ولم يتمتع بما أسبغ الله عليه مِنْ نِعَم ؟

إنْ كان ذلك بسبب البخل فهذا هو العار في الدنيا والنار في الآخرة .

وإنْ كان ذلك بتوهم الزهد .. فهو مردود، لانَّ الزُهد معناه ان لا يملِكَكَ شيء وليس معناه أنْ لا تملكَ شيئا .

وان كان من باب اختيار البساطة والترسل فان البساطة لا تعني اختيار لِباس الذلة والمسكنة .

-3-                                                    

نعم

لا خير في السرف

ولا ينبغي للمؤمن أنْ تنصب عنايتُه على المظهر فقط ، بل عليه أنْ يكون حَسَن المظهر والمخبر .

والاعتدال سيد المواقف، حيث لا إفراط ولا تفريط ، وبهذا نصل الى التوازن المطلوب .