المرء كثير بإخوانه
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
اذا ما أخٌ خلّى أخاه لآكلٍ
بدا بأخيهِ الأكْلُ ثُمَّ به ثَنّى
قد يظن الأنانيّ المسكون بحب ذاته والبعيد عن التفاعل مع آلام وآمال غيره أنه يستطيع أن يفلت مما يلقاه الآخرون من ألوان الظلم والاضطهاد.
وهو في هذا واهم الى حَدٍّ كبير، ذلك أنَّ أصحاب النزعة العدوانية لا يفرقون بين الناس ، فاذا بدأ أحدهم بالعدوان على أخيك ورآك صامتا راضياً بما يصنع ولم يجد منك حراكا في الدفاع عن أخيك وَضَعَكَ على قائمة المستهدفين وثنّى بك بعد الفراغ من عدوانه على أخيك ،
وهكذا تقع في ما أردت الفرار منه .
-2-
انّ الحس الانساني يقتضيك أنْ توّظف طاقاتِك لنصرة المظلوم والدفاع عنه وبذل الجهد المكثف لصد العدوان عليه .
والتلاحم والتكاتف بين أفراد المجتمع هو السبيل لقوتهم وعزتهم بينما التفرق والتشرذم يُغري الأشرار بهم ويجعلهم لقمة سائغة أمامهم .
-3-
انّ الوحدة الوطنية مطلوبة في كل الأحوال، وتشتد الحاجة اليها حين يتربص الأعداء بالبلد وأبنائه لإضعافِه وايذائه .
-4-
ان الاعداء يستغلون الثغرات الموجودة بين أبناء البلد وينفذون منها الى ما يريدون .
-5-
ومن الأخطاء القاتلة أنْ تقيم الحواجز بينك وبين اخوانك لتكون في وادٍ وهم في واد آخر ، فلا خير ولا ظفر للمتفرقين المتباعدين، والخير كل الخير في البنيان المرصوص ، الذي يُعدُّ قوةً يحسب لها الاعداء الحساب.
-6-
والسؤال الآن :
هل ثمة مَنْ يُلغي خلافاتِه مع اخوانه تغليبا للصالح العام ؟،
أم أنَّ أطاريح الوئام والتفاهم تبقى مجمدة مركونة ؟
وهكذا تفرض مراجعة المواقف نفسها على المختلفين .
اللهم اجمع شملنا على الحق ، ووفقنا جميعاً لخدمة الدين والشعب والوطن .
انك نعم المولى ونعم النصير .