وقد يضحك المرء على نفسه ..!!
حسين الصدر
-1-
وما حَسَنُ أن يعذر المرءُ نَفْسَهُ
وليس لَهُ مِنْ سائِر الناسِ عاذِرُ
يشير الشاعر الى أنَّ هناك فريقاً من الناس يُسارعون الى إعفاء أنفسهم من تبعات المسؤولية، ويخيّلُ لهم أنهم بذلك يستطيعون تجاوز الانتقادات والمواخذات الموجهة ضدهم ، في حين أنّ ذلك مجرد وهم وخيال ...
-2-
وأهمُ الذين يتصفون بهذه الصفة المستهجنة هم السلطويون الذين يُلقون باللائمة على غيرهم ويبحثون عن الشمّاعة التي يعلقون عليها الأخطاء..!!
-3-
وما أكثرَ هؤلاء في العراق الجديد ، حيث لم نسمع أحداً ممن تولى السلطة والمسؤولية بعد 9/ 4 / 2003 يقول مثلا :
أنا المسؤول عن هذا التردي في الخدمات ،
وما اعترف أحدٌ بتقصيره .
وكلٌ ينزهُ نفسه عن التقصير ويُلقي تبعة المسؤولية على غيره ...
وهذا كله من باب الضحك على الذقون ليس الاّ .
-4-
متى استطاع السلطويون أنْ يضحكوا على مواطنيهم حتى يستطيع سياسيو الصدفة أنْ يضحكوا على الشعب العراقي العريق الذي حاز مواطنوه الدرجة العليا مِنَ الذكاء ؟
-5-
مُخادعةُ النفس عمليةٌ بائسة مرفوضة ، ترتد سلبياتُها على صاحِبها يقينا.
ومخادعة الآخرين أشد بؤساً مِنْ مخادعة النفس ،
لان الخدّاع لا يحظى بغير كثرة الأوجاع ، حيث انَّ الصدق والاخلاص جناحان يحلق بهما المرء في فضاء الرفعة والسمو ، بينما ينحدر الخدّاع الى الحضيض ، ولا يُنظر اليه الاّ بالاستصغار ...
وأين هذا من ذاك ؟
-6-
انّ على المرء أنْ يسعى جاهداً لأداء واجباتِه على أفضل الوجوه فإنْ وُفق لذلك فهو المطلوب والاّ فهو معذور عند الله وعند الناس .
قال الشاعر :
وعليَّ أن أسعى وليس
عليَّ إداركُ النجاحِ
فالنجاح لا يكون الاّ بتوفيق من الله،
كما أنّ النصر انما هو بيد الله
قال تعالى :
( وما النصر الاّ من عند الله )
الانفال /10