الدينار بين القيادة والقرار
صلاح الدين الجنابي
القرار غير المدروس يمكن ان يكون له أثر سلبي كبير على جميع شرائح المجتمع اذ ان الاعداد له واتخاذه يكون على وفق عملية رصينة من الدراسةِ والاستشارة عن طريق تحليلات علمية معتمدة أومبتكرة وصولا لاتخاذ القرار الملائم والصحيح والموافق لرأي الخبراء ليكون سانداً لصاحب القرار ومرضي للمهتمين؛ لان التراجعَ عن أي قرار مهم ومحوري له اثار معنوية ومادية كارثية قد تُسبب تداعيات جانبية أو اختلالات في القطاعاتِ والانشطة ذات العلاقة.
لا جدال أن خفض قيمة الدينار العراقي واحدة من هذه القرارت، اذ لم يتفق الخبراء ولم يكن هناك مؤيدين له بل كان اغلبهم رافضا للطريقة والتوقيت وقيمة التخفيض، واشاروا الى بدائل كثيرة ممكن ان تغطي العجز الذي صرح به متخذ القرار، يدور نقاش محتدم حول اعادة قيمة الدينار الى ما كان عليه (1250 دينار) والذي من الصعب تكييفه مع البيئة المالية والنقدية بهذه السهولة والسرعة لذلك نقترح مايلي:
-1يدرج هدف في البرنامج الحكومي القادم يرمي الى رفع قيمة الدينار العراقي الى 1250 دينار مقابل الدولار وعلى مدى الأربع سنوات القادمة.
-2يكون الرفع سنوياً يبدأ من 1400 دينار مقابل الدولار للسنة الاولى ويخفض سعر الدولار بمقدار 50 ديناراً سنويا الى ان يصل الى 1250 دينار في السنة الرابعة.
-3يدرج في الموازنة العامة السنوية ويختار توقيتات رفع القيمة البنك المركزي العراقي.
-4هذا الاجراء يحافظ على استقرار نسبي للسياسة المالية والنقدية من جهة واستقرار الاسواق من جهة اخرى.
-5يعزز قيمة الدينار العراقي في الاسواق المحلية والعالمية ويكون (الدينار العراقي) هو العملة الاساسية في السوق المحلية وليس الدولار بسبب زيادة القيمة السنوية.
-6تخلى الناس عن الاحتفاظ بالدولار والاحتفاظ بالدينار بدلا عنه لان قيمته تزداد سنويا.
-7يجب ان يكون سعر بيع البنك المركزي الى السوق بزيادة (250 دينار فقط لكل 100 دولار بدلا من 1000 دينار) وسعر بيع السوق المحلية بزيادة (250 دينار فقط لكل 100 دولار بدلا من 1000 دينار) والتعامل الصارم مع استقرار سعر الصرف بهذا الهامش فقط وتجريم المخالفين.
-8تعدد نوافذ بيع العملة (الدولار) وفتح منافذ للبيع في جميع المصارف الحكومية وتنظيم ذلك بتعليمات.
-9السيطرة على تهريب العملة ونزيفها وغسيل الاموال من خلال اجراءات عملية وحاكمة في كل الانشطة ذات العلاقة.
# القيادة كاريزما وقرار، الاول يمكن التعبير عنه بالمألوف وغير المألوف ولكن الثاني يمثل القدرة والحكمة التي يتمتع بها القائد.