هل هؤلاء أرواح في جسد واحد
وليد عبدالحسين جبر
قرأت " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي " لعلي الوردي منذ فترة بعيدة نوعا ما ، وخطرت في ذهني نظريته المثيرة للجدل " ازدواج الشخصية العراقية " ولا اتذكر تفاصيلها على وجه الدقة وتعليله لشيوعها في المجتمع العراقي الذي كتب عنه في منتصف ذلك القرن ، حينما كانت كثير من العادات والتقاليد الحميدة محافظ عليها ، اما الان ونحن نشهد انهيار بديهيات المنظومة الخلقية ماذا سيكتب الوردي لو قدر له ووجد الان ، لا أطيل عليك ايها القارئ الكريم ، ونحن نعيش يوم الانتخابات وساعات اعلان نتائجها ، رأينا العجب العجاب من تقلبات كثير من الناس ، فبين ليلة وضحاها يتحول احدهم من تأييد اقصى اليمين الى تمجيد اقصى اليسار ، ورأينا صفة لا تليق بالعراقي ابدا ، وهي صفة التملق المفضوح جدا ، اخي المواطن الكريم ، من تبتذل امامه فاز عضوا في مجلس تشريعي ، لن يدخلك الجنة ، ولا يهبك ملكا ، سيغتني هو بامتيازاته ، ويعمل على بناء ملكه والمحافظة عليه ، كن رقيبا على عمله ، وذكره بالتزاماته دائما ، ولا تضخمه او تصنع منه صنما ، اصبح بصوتك واصوات غيرك ممثلا لك في مجلس تشريع القوانين او تعديلها او رسم سياسة البلد بما يكفل لك حياة حرة وكريمة لن تهان فيها او تذل ، متى ما فهمنا الامور هكذا اصبحنا في مصاف الدول المتقدمة ونصلح حالنا ، اما ان نتقلب وفقا للأهواء والمصالح ، ولا نتقن سوى التملق والتحزب والمناطقية والعشائرية فسنعود ببلدنا الى القرون المظلمة وأفظع من ذلك ، فهل من متعظ؟؟