كنعان وصفي الطير المهاجر
صادق الجمل
في زياراتي لمصر اقضي معظم الوقت في القاهرة اتجول واتطلع لمتاحفها واتسكع بين شوارعها ومقاهيها الشعبية، وبعد ان ينال مني التعب اخلد الى المقاهي التي يرتادها الأدباء والفنانين استمع واستمتع بحواراتهم الفكرية والفنية.وبالمناكدات التي لا تخلو من صراحة وجرأة.
كنت حريصا ان لا اكشف عن هويتي فالمصرين عموما لا يعرضوا بضاعتهم كلها امام الآخرين (الاجانب).
ومن المصادفات الجميلة ان حديثهم كان يومها عن سبب اختفاء الفنان العراقي كنعان وصفي عن المشهد الفني!! والذي حظي بنجومية محمودة وهو يشارك فنانين كبار امثال محمود المليجي وفريد شوقي وتوفيق الدقن.
انبرى احد النقاد الفنيين وقال : ولد الفنان كنعان وصفي من اب عراقي وام سورية في مدينة الموصل العراقية سنة 1932 واكمل دراسته فيها ولما بلغ العشرين من عمره، هاجر الى بيروت يحمل فرشاته وادوات الرسم التي برع في رسم صور الفنانين ورسم ديكورات المسارح حتى لفت انتباه المعنين بالفن فعمل بكازينو نادية شمعون مغنيا يقلد الموسيقار محمد عبد الوهاب ولانه لم يحقق طموحه في الفن عموما والغناء والتمثيل في بيروت هاجر للقاهرة والتحق بمعهد الموسيقى العالي.
احتظنه الفنان علي اسماعيل وقدمه في اغنية ( في سكون الليل) ثم شارك مع فايدة كامل وكارم محمود في عدة اغان وطنية ابان حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ومن هنا كانت انطلاقته الحقيقية. ثم استطرد الناقد وقال:
شارك في الكثير من الافلام المصرية وكان اول فلم له مع رشدي اباظة (صراع في الجبل) واثبت جدارته امام عمالقة الفن امثال محمود المليجـــــي وفريد شوقي وتوفيق الدقن وشارك في افلام كثيرة منها (الناصــــر صلاح الدين، عنتر يغزو الصحراء، شيماء اخت الرسول، مهمة في تل ابيب) حتى بلغت افلامه 112 فيلما سينمائيا.
ويبدو (ولازال الحديث للناقد) ان بزوغ نجمه اثار حقد وحسد البعض لاسبــــــاب ضيقة معروفة وابعد تدريجيا من الساحة الفنية مما حدا به ان ينــــــــسحب ترفعا فرجع إلى موطنه مع زوجته المصرية وولده الفنان الموســـيقار كريم وصفي واخواته السيدتان ناغــــــين وسالــــين ليقدم خلاصــــــــة تجاربه في بغداد فتـــرأس قسم الغناء والموسيقى في اذاعة وتلفزيون العراق وقدم الحانا لـ (فاضـــــل عواد، مائدة نزهت، انوار عبد الوهاب، صباح السهل) ولعشرات الاصوات حتى بلغت الحانه 300 اغنية.
توفي الفنان الراحل كنعان وصفي سنة 2000 تاركا ارثا فنيا كبيرا .