الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القوات الأمنية والنازحون‮ ‬يدلون بأصواتهم ‮‬

بواسطة azzaman

إنتخابات تشريعية مبكّرة وسط هيمنة الأحزاب التقليدية
القوات الأمنية والنازحون‮ ‬يدلون بأصواتهم
‮‬بغداد‮-(‬أ ف ب‮) - ‬انطلقت في‮ ‬العراق‮  ‬أمس الجمعة عملية التصويت الخاص للقوات الأمنية والنازحين والمساجين،‮ ‬قبل‮ ‬يومين من انتخابات تشريعية مبكرة‮ ‬يرى خبراء أن نسبة المشاركة فيها ستكون ضئيلة.في‮ ‬العاصمة بغداد حيث نشر عدد كبير من القوات الأمنية في‮ ‬محيط مراكز الاقتراع،‮ ‬شاهد مصور فيديو في‮ ‬وكالة فرانس برس العشرات من طلاب الكلية العسكرية‮ ‬يقفون بالصف داخل مدرسة للتصويت،‮ ‬واضعين كمامات على وجوههم ومرتدين قفازات للوقاية من الوباء.وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة‮.‬
ودعي‮ ‬أكثر من مليون عسكري‮ ‬وعنصر أمن،‮ ‬في‮ ‬كافة المؤسسات الأمنية،‮ ‬للمشاركة في‮ ‬الاقتراع،‮ ‬الذي‮ ‬يشمل أيضاً‮ ‬120 ‮ ‬ألفاً‮ ‬و126 ‮ ‬نازحاً،‮ ‬يقطن بعضهم نحو‮ ‬27 ‮ ‬مخيماً‮ ‬ويفوق عددهم الإجمالي‮ ‬المليون نازح.فضلاً‮ ‬عن الانتشار الأمني‮ ‬الكثيف في‮ ‬شوارع العاصمة،‮ ‬قامت القوات المسلحة العراقية بطلعات جوية بطائرات حربية سمعت أصواتها صباحاً‮ ‬في‮ ‬أجواء بغداد،‮ ‬بهدف‮ "‬تأمين الانتخابات البرلمانية‮"‬،‮ ‬كما قالت خلية الإعلام الأمني‮ ‬التابعة لوزارة الداخلية في‮ ‬بيان‮.‬
مراكز إقتراع
وعرضت قناة الإخبارية الرسمية من جهتها صوراً‮ ‬من أكثر من مركز اقتراع أظهر العشرات من العسكريين وعناصر الأمن‮ ‬يصطفون بانتظار دورهم للتصويت‮. ‬في‮ ‬المقابل،‮ ‬لم‮ ‬يُشمل الحشد الشعبي‮ ‬بترتيبات التصويت الخاص في‮ ‬الانتخابات النيابية المبكرة على‮ ‬غرار القوات الأمنية،‮ ‬بل سيصوت عناصره في‮ ‬الموعد العادي‮  ‬غداً‮ ‬الأحد‮. ‬وتقدم السلطات هذه الانتخابات التي‮ ‬كان موعدها الطبيعي‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬2022  على أنها تنازل للمتظاهرين الذين نزلوا أواخر العام‮ ‬ 2019 إلى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام‮. ‬ولأسابيع،‮ ‬ندد عشرات الآلاف بالفساد المزمن والاقتصاد المتهالك ونقص الخدمات‮. ‬لكن الانتفاضة تعرضت لقمع شديد،‮ ‬وتراجعت بشكل كبير مذاك‮.‬يوجد أكثر من‮ ‬3240 مرشحاً‮ ‬في‮ ‬هذه الانتخابات على مقاعد البرلمان الـ329. وتجري‮ ‬الانتخابات وفق قانون انتخابي‮ ‬جديد‮ ‬يرفع عدد الدوائر وينص على تصويت أحادي،‮ ‬ما‮ ‬يفترض أن‮ ‬يشجع المستقلين والمرشحين المحليين.ويتوقع خبراء نسبة مقاطعة قياسية ما بين الـ25 مليون ناخباً‮. ‬واختارت‮ ‬غالبية التيارات المنبثقة عن الاحتجاجات أو ناشطين مقاطعة الانتخابات،‮ ‬منددين بهيمنة مناخ‮ ‬غير ديموقراطي‮ ‬على العملية.وفي‮ ‬الأشهر الأخيرة،‮ ‬تعرض العشرات من الناشطين للخطف أو الاغتيال أو محاولة الاغتيال،‮ ‬متهمين مجموعات مسلحة بالوقوف خلف تلك العمليات‮.‬يرى خبراء أن الأحزاب نفسها ستبقى مهيمنة على المشهد السياسي‮ ‬في‮ ‬ختام العملية الانتخابية‮.‬
ويتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع‮  ‬غداًالأحد للمشاركة في‮ ‬انتخابات نيابية مبكرة هي‮ ‬نتيجة انتفاضة شعبية هائلة قاموا بها قبل عامين،‮ ‬لكن لا‮ ‬يتوقع أن‮ ‬ينتج هذا الاستحقاق التغيير الذي‮ ‬حلم به كثيرون قبل سنتين في‮ ‬بلد‮ ‬غارق بالأزمات.وسط معاناتهم من تبعات حروب متتالية وفساد مزمن وانتشار للسلاح وفقر رغم الثروة النفطية،‮ ‬ينظر العراقيون ومن بينهم‮ ‬25 مليون ناخب،‮ ‬بتشكيك ولا مبالاة إلى الانتخابات التي‮ ‬تجري‮ ‬وفق قانون انتخابي‮ ‬جديد.ويتوقع مراقبون أن تكون نسبة المشاركة ضئيلة في‮ ‬العملية الانتخابية التي‮ ‬كان موعدها الطبيعي‮ ‬في‮ ‬2022‮ ‬ واعتبر تحديد موعد لها من التنازلات القليلة لحكومة مصطفى الكاظمي‮ ‬لامتصاص الغضب الشعبي‮ ‬إثر احتجاجات تشرين الأول‮ ‬2019‮. ‬وتراجعت الحركة الاحتجاجية إثر القمع الشديد وقيود احتواء الوباء،‮ ‬لكن في‮ ‬ذروتها،‮ ‬شارك بها عشرات الآلاف من الأشخاص احتجاجاً‮ ‬على الفساد والتدهور الاقتصادي‮ ‬وتراجع الخدمات العامة.ويقول الباحث رمزي‮ ‬مارديني‮ ‬المتخصص في‮ ‬الشأن العراقي‮ ‬في‮ ‬معهد‮ "‬بيرسون‮" ‬في‮ ‬جامعة شيكاغو إنه لا‮ ‬يبدو أن الانتخابات‮ "‬ستكون عنصراً‮ ‬فاعلاً‮ ‬في‮ ‬التغيير‮" ‬بعد عامين من الانتفاضة.ويضيف‮ "‬كان‮ ‬يفترض بهذه الانتخابات أن تكون رمزاً‮ ‬للتغيير،‮ ‬لكن للمفارقة فإن من‮ ‬يدافعون عن هذا التغيير اختاروا المقاطعة احتجاجاً‮ ‬على عدم تغير الوضع الراهن‮".‬
يقاطع ناشطون ومتظاهرون الانتخابات،‮ ‬بعد أن تعرّض العشرات منهم خلال الأشهر الأخيرة للاغتيال أو محاولة الاغتيال،‮ ‬من دون أن‮ ‬يحاسب منفذو هذه العمليات،‮ ‬ما عزّز فكرة‮ "‬الإفلات من العقاب‮".‬وتجري‮ ‬الانتخابات التي‮ ‬اعتبرها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي‮ "‬فرصة تاريخية للتغيير‮"‬،‮ ‬وفق قانون انتخابي‮ ‬جديد،‮ ‬على أساس التصويت الأحادي‮ ‬مع رفع عدد الدوائر إلى‮ ‬83 من أجل تشجيع المستقلين والمرشحين المحليين الى البرلمان البالغ‮ ‬عدد أعضائه‮ ‬329‮ ‬ على خوض الانتخابات‮. ‬لكن خبراء‮ ‬يرون أن التيارات السياسية نفسها لا تزال تهيمن على المشهد السياسي‮.‬وسيتمّ‮ ‬نشر أكثر من‮ ‬ 250 ألف عنصر أمن‮ ‬يوم الاقتراع‮. ‬ففي‮ ‬بلد منقسم تملك‮ ‬غالبية الأحزاب فيه فصيلاً‮ ‬مسلحاً،‮ ‬توجد مخاوف من احتمال حصول عنف انتخابي‮ ‬في‮ ‬حال لم تتوافق النتائج مع طموحات الأطراف المشاركة.بدأ الانتشار الأمني‮ ‬منذ الجمعة،‮ ‬يوم التصويت الخاص بالقوات الأمنية والنازحين والمساجين‮. ‬وفي‮ ‬العاصمة بغداد حيث نشر عدد كبير من القوات الأمنية في‮ ‬محيط مراكز الاقتراع،‮ ‬شاهد مصور فيديو في‮ ‬وكالة فرانس برس العشرات من طلاب الكلية العسكرية‮ ‬يقفون بالصف داخل مدرسة للتصويت،‮ ‬واضعين كمامات على وجوههم ومرتدين قفازات للوقاية من الوباء.تبقى المفاوضات التي‮ ‬ستلي‮ ‬إعلان النتائج من أجل اختيار رئيس للوزراء‮ ‬يقضي‮ ‬العرف بأن‮ ‬يكون شيعياً،‮ ‬أبرز التحديات،‮ ‬في‮ ‬برلمان‮ ‬يتوقع أن‮ ‬يكون مشرذماً‮.‬وفي‮ ‬بلد قائم على التسويات السياسية،‮ ‬ينبغي‮ ‬على القوى الأساسية وضع خلافاتها على ملفات عدة من الوجود الأميركي‮ ‬إلى نفوذ الجارة إيران،‮ ‬جانباً،‮ ‬للتفاوض على اسم جديد لرئاسة الحكومة،‮ ‬في‮ ‬عملية قد تتطلب أشهراً‮. ‬وقد تمّ‮ ‬اختيار الكاظمي‮ ‬بعد خمسة أشهر من المفاوضات‮.‬
تمثيل الكتل
ويشرح المحلل السياسي‮ ‬العراقي‮ ‬علي‮ ‬البيدر لفرانس برس أن‮ "‬الأمر مرهون بالمحصلة بمستوى تمثيل الكتل لا سيما داخل البيت الشيعي‮"‬،‮ ‬في‮ ‬إشارة خصوصاً‮ ‬إلى التيار الصدري‮ ‬بزعامة رجل الدين الشيعي‮ ‬مقتدى الصدر،‮ ‬الأوفر حظاً‮ ‬في‮ ‬هذه الانتخابات‮. ‬ويطمح الصدر،‮ ‬وهو زعيم فصيل مسلح سابقاً‮ ‬ويقدّم نفسه على أنه المناهض الأول للسياسيين الفاسدين،‮ ‬لتحقيق نتائج تتيح له اختيار رئيس للحكومة من دون عوائق.في‮ ‬المقابل تعزّز نفوذ خصومه الأبرز المتمثلين بالفصائل الموالية لإيران الساعية إلى زيادة تمثيلها في‮ ‬البرلمان الذي‮ ‬دخلته للمرة الأولى في‮ ‬العام‮ ‬ 2018 ضمن تحالف‮ "‬الفتح‮" ‬بـ48 نائباً،‮ ‬مدفوعةً‮ ‬بانتصاراتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية‮. ‬ويرى البيدر أن القوى الموالية لطهران‮ "‬تحاول العمل بشكل واضح للحفاظ على المكتسبات التي‮ ‬حققتها في‮ ‬المراحل السابقة‮". ‬في‮ ‬الأثناء،‮ ‬دخل تحالف‮ "‬تقدّم‮" ‬برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي‮ ‬المنافسة بقوة في‮ ‬المناطق السنية كالموصل ومحافظة الأنبار،‮ ‬ما‮ ‬يجعل منه لاعباً‮ ‬لا‮ ‬يمكن تفاديه‮. ‬وينبغي‮ ‬على القوى السياسية تجاوز خلافاتها والاتفاق على اسم رئيس وزراء‮ ‬يكون مقبولاً‮ ‬من الجميع تفادياً‮ ‬للنزاعات،‮ ‬لكن على المرشح المستقبلي‮ ‬أن‮ ‬يحظى بمباركة واشنطن وطهران أيضاً‮.‬
ويقول مارديني‮ "‬يحتمل أن تنشأ خلافات أولية بين القوى الشيعية،‮ ‬لكن ذلك ليس سوى تكتيك للمساومة بين أطراف النخبة التي‮ ‬ستفضي‮ ‬بالنهاية إلى توافق‮". ‬ويضيف‮ "‬يبقى تشكيل الحكومة بيد الأحزاب السياسية وقادتها‮. ‬لا‮ ‬يمكن للمستقلين إلا أن‮ ‬يكونوا مجرد ملحق سطحي‮ ‬في‮ ‬العملية‮".‬وقد‮ ‬يزيد ذلك من حظوظ الكاظمي‮ ‬الذي‮ ‬نجح في‮ "‬الحفاظ على علاقات جيدة مع لاعبين داخليين وخارجيين أساسيين‮"‬،‮ ‬وفق مارديني‮. ‬ورغم أن‮ "‬الكتل الموالية لإيران لا تفضل الكاظمي،‮ ‬لكنها ستقبل به مقابل خيار آخر قد‮ ‬يكون أشدّ‮ ‬وطأة على العلاقة مع طهران‮"‬،‮ ‬كما‮ ‬يرى البيدر.وللكاظمي‮ ‬علاقات جيدة مع كل من حليفي‮ ‬العراق الخصمين في‮ ‬ما بينهما‮: ‬طهران وواشنطن.ومهما كان شكل الحكومة المقبلة،‮ ‬لن‮ ‬يغير ذلك شيئاً‮ ‬بالنسبة جواد الذي‮ ‬خسر ابنه علي‮ ‬قبل عامين في‮ ‬التظاهرات‮. ‬وبعدما شارك في‮ ‬تظاهرات الأول من تشرين الأول في‮ ‬الذكرى الثانية للانتفاضة،‮ ‬يقول الرجل إنه سيقاطع الانتخابات‮. ‬ويروي‮ ‬لفرانس برس من ساحة التحرير في‮ ‬بغداد التي‮ ‬كانت مركز التظاهرات‮ "‬قتل ابني‮ ‬على‮ ‬يد الميليشيات اللعينة التي‮ ‬تتشكل منها الحكومات الفاسدة التي‮ ‬تقود العراق‮".‬في‮ ‬الساحة حيث قتل المئات خلال قمع الاحتجاجات الذي‮ ‬خلف‮ ‬600 ‮ ‬قتيل وأكثر من‮ ‬30 ألف جريح،‮ ‬يوجد اليوم انتشار كثيف لقوات الأمن،‮ ‬وسط العديد من اللافتات والشعارات الانتخابية‮.‬


مشاهدات 727
أضيف 2021/10/08 - 10:58 PM
آخر تحديث 2024/07/01 - 11:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 368 الشهر 368 الكلي 9362440
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير