هذيان وسراب
وبعد صمت طويل
تتأوه وظهرها الى الحائط
وبنفس عميق مؤلم
تزفر عينها الدمع
في قارورة الليل المحكمة
تهمس لسراب وجه .... !
بعد ان اكتملت الشمس دورتها المعتادة
على رأس وحدتي
أحتسيت فنجان شاي الزنجبيل
ثم فنجانا اخر واخر
حتى احترق لسان هذياني
هززت رأسي كدرويش اثمله الدوران
اجتر احلامي الصدئة
واشبك اصابع الوعود الخشنة
اضمها الى صدري
ومن خلف الاسيجة
يتوه نظري ليصل الى حاويات القمامة
في الركن الضيق في ذلك الشارع
تتسلق من حولها الزنابق
يتكأ على ميلانها
بائع ادوية الحشرات
غمر العرق قميصه
هل كان فقيرا ؟
هل كان محتالا !
كم هو ربحه ! دينار ديناران !
ياترى كم طفلا فوق تحدب ظهره !
وماذا لو جلست بأناقتي بجانبه!
دون اشمئزاز ،،،،
اعود الى السكون الذي لن اناله ابدا
اهذي ،،،
اين هي الخمسين عام ! وبأسم من سُجلت!
بأسم ...
الوطن..... الذي ضاجعه الكلاب
والتهموا بكارة اجياله !
العشق ....الذي غفى على الارصفة وتحت نقاب العاهرات !
الرجل.... الذي يمشي مرحا
اسمه زخرف في هوية الضحية !
اظن ان راسي زاره النعاس
وانا اخط تلك الكلمات على السقف
انقلبت تعبا على جنبيّ حاورت الوسادة
اين اجد ديانة منقرضة
ونبي لي وحدي ذو جناحين بمداد الشتاءات
لا اتباع له
لم يصاب قلبه بالجرب !!!
اسراء الخالدي - بغداد