من فروض الهذيان
عبد الزهرة خالد
في زاوية من زوايا الحي ، رغم أني أعتمد على رجلٍ ثالثة أحياناً ، استوقفني الأسم والصورة قبل أن أغرق في أوهام الوسادة القريبة من الساعة الأخيرة لليلة الآتية بثقل العتمة وركام التعب . لم يكن للصورة أطار كي تطير للسماء تعاتب النجوم عن أصول اللقمة السائغة في أفواه الحياة التي باتت على أدنى معرفة من ملاعق الذهب والفضة . كان في بالي أن أفتح جدولاً عريضاً يسع لكلّ كفوف العوز وكبرياء الفقر الواطئة الكلفة عن نوع من أنواع البشر فتارةً ألهو بكتابة الأسماء وتارة أخطط ملامح الوجوه . لم يكن بمقدوري وأنا على هذه العجلة أن ألتقط أنفاس المنظر الرهيب الذي يدغدغ خواصر الإنسانية خلف أسورة قصور الطغاة . بين عجلات عربات الخيل والسيارات المصفحة وبين الحوذي ورجالات الحماية وتسطير المرور كي يعبر زفير الأمير بدون خدوش ودون رائحة العتب الساكنة تحت قميص متيبس من عيون الشمس .المصيبة في ضعف الكلمات ونغمة الصمت باتت واضحة على مشاعر القلم حينما تجبرها الدموع من تدوير الأمور بالمقلوب وإظهار المشاعر على حين غرة من شهرٍ لا يعود .. لا أكثر … لا أكثر من دقائق قليلة تمرّ وتزول العبرة ، رسول ضرير يتحسس ريح يوسف عبر العصور لا بصر ولا بصيرة تنفع هذا الزمن الآسن بالركود .. قليلاً ما تهجع وتستكين أمام الجموع لحظة النزول من الركوع إلى محراب الناصية تستجدي رماح الموت لتزور القبور واحداً تلو الآخر لترى ما بعد الروح ، أنعيم أم جحيم تفوح السنين ، وما الوقت عندهم أعصر أم غروب وما جدوى الليالي للصامتين ، تعلق الرسوم دون موافقة المرسوم ، ويكتب اللقب دون موافقة المشهور . رنّ الجرس كثيراً ولم يستيقظ أخونا الكبير وكلنا عيال نعتمد على رغيف مكسوٍ بحلال عرق الجبين . سافر إلى حيث ما أتى على غفلةٍ من ليالي السبات يعرف مقدار السهر وجدوى كتابة اليوميات على سبورة من ضياء ليرى لما وراء الفيزياء ووراء القدر ، هل يكون الاسم المقصود هو على شبابيكِ العيد وَمَنْ يدفع تكاليف الزكاة لتشييد جنائن الكون .