أنا في هذيان
خالد العزاوي
عندما تفقد السلم
ولا تعرف اي الطرقات تسلك
وانت بحاجة الى وسادة وقلب حنون
تمضي متهالكا
الى لا نهايات مجهولة
ترى في اول طلعة جسر الشهداء من جهة الكرخ ( فلاح )
تشتاق ان يناولك قدحا من عصير الجزر
وعندما تشرع بقضاء رغبتك
يفاجئك على الجهة اليسرى
رجل ابكم وسط باعة الاسماك
يجلس في عربة هي الاخرى مثل هيئتك
لا عجلات بها
الذباب يحوم كعاشق ملهوف حول وجهه
ترفع راسك الى شيء اسمه الله
فتندم انك انسان حط شراعه في بغداد
لماذا بعض الحكام ا سماسرة
لماذا لا يمنحون بغداد زهورا
يقال ان من يرعى بغداد انثى
وغالبا ما تكون الانثى جميلة
سياتي الليل
ويجن جنون السكارى
يفتشون عن ( الحصيري) فوق الارصفة
فلا يجدون الا قوات الشرطة
بعضهم مفتول الشارب كاي جلاد
والاخر مولع بسماع الاغاني الحزينة
ويغلقون الطرقات بالكتل الكونكريتية
يمنعون انتقال السكارى بين الحانات
انا في هذيان ككل الشعراء
عند عبورك الجسر الخشبي ( جسر الشهداء)
تصبح وسط قناديل من نساء العراق
وشيب وشباب
وسط اطفال بعمر الورد
تفتش عن مثقف ربما يكون انيقا
تحسب اوسمة جروح خلفتها الحروب في جسده
على مدى عقود
او تجده يبحث عن دن نبيذ
وتشتاق ان تغازلك انثى
تفتح هوادج عشقك
لن تفلح .. لن تفلح
ياخذك اليرقان
ها انت ايها الشاعر
لا تسمع غير قصص عن اطفال
يجوبون شوارع بغداد
هاجروا اعشاش مدنهم
وربما تجد عفريتا من عفاريت السلطة
يتجول بين الناس
راسه فوق السماء يحسب انه الله
وخلفه وحواليه يحوم
شباب كهيئة القطط
هذا انا لا حيلة لي
غير حسرة تقتل ما تبقى من فرحي
وابقى بحاجة لوسادة وقلب حنون
في المرة القادمة
سوف لن افقد السلم
وسالبس جلبابا عراقيا
وساحلـــم بفرح ياتي من كل الجهات .