هذيانات رجل مستاء
دانيال حسين
كانت ليله مظلمه و الجو بارد و الضباب كثيف جداً لدرجة اني لم أستطع أن أرى بضعة أمتار أمامي فأسرعت في السير حتى وصلت إلى منزلي الخشبي الصغير المعزول عن العالم......... يا ترى ، . هل لا زالوا يتشاجرون على الجرار ؟ و الغني من يملك قوت يومه ..... أااااه لقد افتقدت عائلتي التي يملأها الفرح ..... لا أذكر سوى أنني هجرت العالم لأني سئمتُ الذين لا يستطيعون العيش بدون الكذب ومن جروحي التي بدأت تتفتح ..... لا أعلم ربما ليس جميعهم هكذا ولكن ... الأغلب .... أنا هنا وحدي بسلام أعشق حبة الأناناس الشقراء بدون أي مكياج أو حلي .. و هي أجمل من كثير من الفتيات لأنها صادقه ولا تكذب ... لكن الرجال لا يستطيعون إلا أن يغدروا .... حتى أني أخونها لأنها كبرت بالعمر قليلاً أو ذبلت .... أجل أنا أخونها مع قارورة الخمر ... أنها أجمل و أطول .... و أنا أمتلك الأحلى مثل هذا ... يا ليتني أستطيع الرجوع بالزمن لأغير العالم و لأسمح بكثير من الأشياء .... سوف يكون العالم سعيداً مثل رجل يدخن سيجارة حشيش فوق قبر شرطي القى القبض عليه بتهمة التعاطي انه تشبيه يفي بالغرض .... ها أنا هنا أنتظر أن يحين الوقت كي أصعد إلى السماء وأصبح طيفاً لا يٌرى .. لكي أستطيع معرفة العالم اذا ما تغير أم لا بدون أن يعرفني أحد ....... أتمنى أن لا أُصدم و أن يتحول العالم إلى الأفضل . . ورغم اني مقتنع أن العالم سيبقى كما هو إلا اني أتوق الانتقال إلى السماء لكن ليس في منزلي الخشبي المعزول عن العالم ، بل أصبحت في جواره بسبب كتلة بارود و رصاص محترقة أو بإمكانكم قول قذيفه جعلت منزل كان يسترني من حقد الناس و كذبهم كومه من الخشب المحطم . لكن أنا لست سعيد لأني نجوت بل سعيد بسبب إنقاذي لقارورة الخمر صحيحٌ أنها بجرعاتها الأخيرة لكنه تستحق الحياة حتى احكم عليها بالموت و اشرب منها الجرعة الأخيرة و هي سعيدة أيضا لان حبة الأناناس قد ماتت أظن أنها أصبحت عصيراً الأن . ها أنا بملابس متسخة و شعر طويل ومجعد مع قارورة خمر، و تعرفت على صديق رائع و ادهشني بوفائه لم اعتقد أن العالم الخارجي قد اصبح بهذا الطيب و العفوية صحيح انه خرابةٌ لكنه اصبح احسن بالمناسبة صديقي اسمه روكي لا اعرف نوعه لكنه جميل أنه جروي الصغير.. الذي أتجول معه في المدينة بحيث من فرط هذياني أرى الجميع يمسكون في أيديهم لوحه صغيره يصدر منها أشعه و هناك البعض منهم يضع أسلاك في أذنيه . شاهدت شيئاً أعجبني كثيراً طفلا ً صغيرا ً يتقاسم رغيف خبزٍ مع أخيه فجأةً تأتي مركبه بضخامتها وأضواءها الساطعة لتقف أمام الطفل و أخيه لم استطيع أن أشاهد بوضوح فاقتربت لكي اعلم ماذا يحصل فوجدت أن هناك رجل أنيق يمسك ب صندوق و يقول للطفل هذا لك و عندما اقترب ليأخذ الصندوق قال له أنتظر اخرج الأخر لوحه أيضا و بدأ بتوجيهها نحو الطفل لعدة دقائق و ذهب بعدها ، كانت فرحة الطفل لا توصف ارتسمت البسمة على وجهي و قلت أن الحياة افضل بكثير لكن الرجل الأنيق لم يكتفي بإعطائه صندوق الطعام بل وضع صورة للطفل و هو يعطيه الصندوق على احد المباني الشاهقة يا لهو من رجل صالح . لا اعلم ربما لا أريد أن أعود إلى مناطق معزولة و فارغه أريد أن ابقى هنا يا لجمال هذه الحياة فجأةً يمر من أمامي رجل يرتدي قناع اسود على وجههِ وامرأة كبيره في السن تلاحقه عرفتُ انه لص لكن لن أتدخل لان هذه ليست مهمتي أنها مهمة الشرطة تأخذ المرأة من جيبها لوحاً مشع أيضا و تضعه على أذنها و بعد ساعه أو اكثر تأتي الشرطة و تسألها حيث كانت تغفو على المقعد ماذا حدث تنظر إلي و تقول ها هو السارق و تقبض الشرطة علي و تشدني ناحية عربتهم و أنا اصرخ " أريد قارورة الخمر كي استمر في هذياني..