أبارك لشعبنا اليوم العالمي للغة العربية وأقول:
يلوح الابن بسكينته ليقتل أمه، لا بل لامست السكين، رقبة الأم وأسالت دمها التي تستنزف حتى اللحظة دون أن تموت. هذا حال لغة الضاد في الأحواز، حيث طغت اللغة الفارسية على أمها- اللغة العربية- وشهرت السيف بوجهها ونحرتها، غير أن الأخيرة لاتزال حية تنزف، وإذا لم يتم علاجها، أي إذا لم يتعلم أطفال الأحواز لغتهم الأم في الابتدائية، ستسحق اللغة العربية وستطمس وسيكون مصيرنا، مصير العرب في إمارة المطاريش في لبوشهر التي سحقت في أواخر القرن التاسع عشر، وإمارة بني معين في جمبرون (بندر عباس وبندر لنجة وما تبعهما) التي اندثرت في الربع الأول من القرن العشرين، وتحولت شعوبهما إلى أقليات. شعبنا صمد أكثر من إمارات الساحل رغم فقده لحكمه أيضا في الربع الأول من القرن المنصرم. لكن إذا لن نتحرك ولن نطالب- إلى جانب الشعوب المقهورة الأخرى- بحقنا في التعليم بلغتنا العربية، فالاستنزاف اللغوي والثقافي سيستمر، ونخسر أكثر فأكثر. فطوروا نضالكم، وكثفوا من ضغوطكم على النظام الشمولي لهذا الغرض، بل وشكلوا صفوفا لتعليم اللغة العربية للأطفال والناشئة، فكل أب يجب أن يتحول إلى معلم للغة العربية لأطفاله. فانظروا، المجتمع الدولي يعترف بيوم عالمي للغة العربية، لكن الذين تغذت لغتهم من حليب اللغة العربية وبنوا أدبهم على الاستقراض الكبير من الأدب العربي يحاربونها في الأحواز. كل التهنئات بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، يوم ال ١٨ من ديسمبر.