تأثير الإعلام في تشجيع الكفاءات بهدف الترشّح إلى البرلمان
رشيد العجيل
إن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة إلى حوالي 20 بالمئة يعتبر مؤشرا» على مدى عزوف الناخبين وفقدان ثقتهم بالنظام السياسي القائم وبالمقابل يمثل تقدم الكفاءات الوطنية التي تملك الكفاءة والسمعة الطيبة فرصة لإعادة بناء هذه الثقة وتحفيز المواطنين للمشاركة الشاملة في الانتخابات، الأمر الذي ينعكس إيجابا» على التزام أعضاء مجلس النواب ويقلص من تأثير المحاصصة والأحزاب الحاكمة.
دور الكفاءات الوطنية في مجلس النواب
التركيز على الشفافية والنزاهة: الكفاءات الوطنية تتميز بمؤهلات مهنية وسمعة عالية تساهم في تعزيز الشفافية داخل البرلمان وإن وجود ممثلين موثوقين يتمتعون بالأمانة والمهنية يقلل من الفساد ويخلق بيئة عمل قائمة على خدمة مصالح المواطنين، بدلاً من المحاصصة والمصالح الضيقة للأحزاب.
تحسين السياسة والتخطيط: مشاركة الكفاءات الوطنية تفتح المجال لتطوير سياسات وطنية فعالة فعندما يتولى أصحاب الخبرة والمعرفة مواقع قيادية، تكون القرارات مبنية على أسس علمية وتحليل موضوعي مما يرفع من جودة الخدمات العامة ويعزز التنمية في مجالات مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
اعتماد الرقابة والمساءلة: الكفاءات الوطنية تمتلك الأدوات اللازمة لممارسة دور رقابي فعال على الحكومة مما يحد من الفساد ويعزز من مبدأ المساءلة يمكن للنواب من ذوي الخبرات مراجعة قرارات المسؤولين بموضوعية ومهنية بعيدًا عن المصالح الحزبية مما يدفع المؤسسات التنفيذية لتحسين أدائها والالتزام بمعايير الشفافية والنزاهة.
أهمية الإعلام في تشجيع الكفاءات الوطنية على الترشح والمشاركة
يلعب الإعلام دورا» فاعلا» في نشر الوعي وتحفيز الكفاءات على الترشح للبرلمان حيث يسهم في خلق بيئة تعزز من مشاركة الأفراد المؤهلين وترشدهم وتساعدهم في الحصول على الدعم الشعبي.
رفع مستوى الوعي الانتخابي: يعتبر الإعلام منبرا» قويا» لتبسيط المفاهيم السياسية ونشر الوعي بين الناخبين حول أهمية العملية الانتخابية عن طريق البرامج الحوارية والتقارير الإخبارية، يتم توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، وتوضيح أهمية اختيار المرشحين الأكفاء، مما يشجع المواطنين على المشاركة بإيجابية ويشعرهم بأهمية أصواتهم.
الترويج للمرشحين الأكفاء ومساندة النماذج الناجحة: الإعلام يسلط الضوء على قصص النجاح لمن سبق لهم تحقيق تأثير إيجابي بعد انتخابهم، مما يشجع الكفاءات على الترشح ويبرز أن المشاركة السياسية والمخلصة ليست محصورة على النخب الحزبية، بل فرصة متاحة لكل من يملك الإرادة والمقدرة على العمل لخدمة المجتمع.
فضح المحاصصة وتعزيز الشفافية: الإعلام يمكن أن يلعب دورا» فاعلا» في فضح الفساد والكشف عن الممارسات غير القانونية مما يزيد وعي المواطنين حول أهمية التغيير السياسي وأهمية اختيار مرشحين نظيفين ويحثّ الكفاءات الوطنية على الترشح مطمئنين بأن الشعب يدعمهم كبديل عن الطبقة الحاكمة والمتسلطة.
أهمية الإشراف الدولي في تعزيز الثقة والمشاركة
يلعب الإشراف الدولي دورا» محايدا» وفاعلا» في دعم نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في النظام الانتخابي مما يشجع المواطنين على التصويت ويدفع الكفاءات الوطنية لخوض الانتخابات بثقة.
ضمان النزاهة في العملية الانتخابية: من خلال الإشراف الدولي، يشعر الناخبون بالثقة في أن أصواتهم ستُحسب بإنصاف ودون تلاعب مما يزيد من نسبة المشاركة ويحفز الكفاءات على الترشح والمشاركة في العملية الانتخابية دون خوف من التزوير أو التدخلات غير القانونية.
توفير الدعم الفني والتقني: الإشراف الدولي يشمل تقديم الدعم الفني والإداري للجان الانتخابية، وهو ما يسهم في تحسين النظام الانتخابي وتنظيم الانتخابات بشكل سلس وأكثر شفافية وهذا يعزز ثقة المواطنين ويشجعهم على المشاركة.
مشاركة المجتمع الدولي: الحضور الدولي يعطي أهمية أكبر للعملية الانتخابية ويزيد من اهتمام العالم بالشأن الوطني مما يرفع من مستوى الحماسة والمشاركة بين المواطنين ويعزز الشعور بالمسؤولية لديهم ويساهم في دعم الكفاءات التي تتطلع لخوض العمل السياسي.
الخاتمة
إن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات في أكثر من دورة انتخابية يشير إلى تحديات حقيقية تتطلب تكاتف الجهود ومعالجة فعالة ومن أهم تلك المعالجات مساندة الكفاءات الوطنية في الترشح للبرلمان فالعراق يمتلك خزين كبير من الكفاءات المخلصة في الداخل وخارج الوطن لديهم الخبرة والقدرة على العمل في طريق الأصلاح وتقليص نفوذ الأحزاب المتشبثة بالسلطة لبناء دولة عادلة تخــــــــــدم مصالح المواطنين بشكل حقيقي.