الإحصاء السكاني والنتائج المرجوّة
سعد جهاد عجاج
لم يكن قرار اجراء التعداد السكاني سهلا على القيادة السياسية متمثلة برئيس الحكومة ولكنه بنفس الوقت لم ياتي من فراغ. عادة ما تكون القرارات الجريئة لها ابعادها واهميتها ونتائجها وهي لم تاتي اعتباطا، وما اتخذه السيد رئيس الوزراء يؤكد جرأته على انه مستعد ان يفعل ما عجز عنه من سبقه خصوصا اذا ما علمنا ان اخر احصاء سكاني في عموم العراق كان قبل اربعة عقود وتحديدا عام 1987. في الدول المتقدمة فان نتائج الاحصاء تتوقف عليه امور كثيرة وتبنى على نتائجه سياسة بلد ووزارات ومؤسسات وتخطط المشاريع وتنفذ البنى التحتية وتعرف الدولة نسبة السكان والتوزيع الجغرافي له في المدن والقرى والارياف ويبدا التخطيط العمراني وتبدا الدراسات والبحوث وتوزيع المشاريع والاهم من ذلك كله توزيع التمثيل البرلماني والحكومي. ربما لا يهتم المواطن بهذه العملية من باب عدم الثقة او عدم معرفته باهميتها ولكنها تعد من اهم واخطر العمليات الاحصائية التي سيبنى عليها كل شي لاحقا ولذلك يجب اشراك الجميع وعدم استثناء احد من هذه العملية سواء كان مقيما او نازحا او مهاجرا او مهجرا او سجينا او معتقلا او مغيبا فالكل في عداد الاحياء شرعا وقانونا ولا بد ان ياخذ كل فرد مكانه ووضعه بغض النظر عن الطاريء الذي حل به. نتمنى ان يحقق التعداد اهدافه وان يخرج بالنتائج التي نرجوها لتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وليكون اسايا قويا يبنى على اركانه البلد.