القرارات المتسرّعة والنتائج الموجعة
خليل ابراهيم العبيدي
اسئلة ملحة أمام اي مختص في علم الاقتصاد السياسي ، إلا وهي ، لم كل هذا التنكر لاسس الرأسمالية ، من العولمة إلى التعرفة الكمركية ، من حرية التجارة إلى قيود ترامب واثارها المدمرة ، هل وصلت الرأسمالية إلى قمة ازماتها لتتنمر حتى على ثوابتها ، بدءا من دعه يعمل دعه يمر إلى قيد الرسم ، او خام صناعي محظور ، من العرض والطلب إلى قيود التعرفة وزيادة النسب ،
إن الانقلاب على منطلقات الرأسمالية التي تحدث عنها ماركس في كتابه بؤس الفلسفة ( .دار اليقظة ،،بيروت،، ص 210/211 ) حيث يقول ،، ان كل القوانين التي صاغها الاقتصاديون السياسيون من كويزني لريكاردو كانت تقوم على القضاء على كل عقبة تقف أمام حرية التجارة لتثبيت هذه القوانين نسبيا لدى اعتناق التجارة الحرة، وأول هذه القوانين هي المنافسة التي تخفض إلى أقل درجة من تكاليف الانتاج ، وهكذا تعمل الصين اليوم في معرض المنافسة فسعر الايفون فيها على سبيل المثال هو 1000 دولار ، فيما يباع في الويلايات المتحدة ب 3000 دولار ، والسبب ليس الحماية بل تدني أسعار المواد الأولية في هذه الدولة الأشتراكية ، وقلة الاجور بالقياس إلى اجر العامل في الويلايات المتحدة ، اضافة إلى عبء الضرائب على الشركات الأمريكية المنتجة داخل تلك الويلايات ، وان هذه الضرائب تذهب لدفع نفقات المارينز ليجوبوا البحار حماية لمن يبحث عن الأسواق بالقوة ، او التدخل في اقتصادات الدول عنوة ، وضرائب الصين لا تعدو أن تكون رمزية لان الأشتراكية تعني رفع مستوى العمال والانفتاح على العالم يتطلب طريق الحرير لا بناء الأساطيل .إن الاقتصاد السياسي يرى أن السياسة تعبير مركز عن الاقتصاد ، وسياسة ترامب اليوم سياسة منطق الاسياد ، وهي ستجر على الويلايات المتحدة تراجعات سييما وان الاتحاد الاوربي الحليف الاول لامريكا يؤمن بأن اقتصاد الصين هو اقتصاد السلام وسلعتها تجد طريقها للأمام بفعل عوامل التكلفة لا منطق تعرفة ترامب ، وان كندا واليابان واالمكسيك تراهن رغم التفاوض على أن سلاح الحماية ، سلاح مؤقت لابد له من نهاية ، وان تراجعات ترامب اليوم تشير إلى البداية ، الرئيس ترامب يطالب الصين بالتفاوض ، وترفض الصين هذا التناقض ، وخفض الرئيس نسبة الرسوم إلى 65 بالمئة على الصين، بعد أن وصلت نسبتها 145 بالمئة ، سياسة التعالي لم تثني الصين عن الرد المثالي ، دولة صار اقتصادها منافس تتحدى الويلايات المتحدة بالانتاج الرخيص والمناسب ، لا يمكن أن تكون الرسوم دون رد مفهوم ، وكان ردتها أن فرصت رسوما بالمقابل مقدارها 125 بالمئة على السلع والبضائع الأمريكية عملأ بمبدأ المعاملة بالمثل ، وصار موقف ترامب لا يحسد عليه ، فجدلية الصراع اليوم تقوم على متانة اقتصاد الصين وعلى ضعف اجراءات الرئيس ، الذي غادر أصول الرأسمالية بعــــملية السياسي الهائج ، وعليه حصد ما ينتج عن أفعاله المتسرعة ، وعليه تحـمل النتائج الموجعة .