البكاء الغريب
حسين الصدر
-1-
الدموع عادة لا تجري إلاّ عقيب حَدَث مؤلم ،
وهي تعبير عن التأثر الشديد الذي عاشه الباكي بعد ما علم بالحادث .
-2-
ولكنّ الدموع قد تجري لعدم امتلاك الفهم الصحيح والقدرة على استيعاب الحقيقة .
جاء في التاريخ :
ان شيخا قرأ على ثلة ممن كانوا يستمعون اليه حديثا مرويا عن الرسول (ص) جاء فيه :
« لا يدخل الجنة قَتّات «
وكان في الجماعة رجل ممن يبيع القتّ ( وهو علف الدواب )
فقام وبكى وقال :
أتوب الى الله مِنْ بيع القتّ، فقيل له :
ليس هو الذي يبيع القتّ ولكنه النمّام الذي ينقل الحديث من قوم الى قوم ، فسكن بكاؤه وطابت نفسه .
راجع تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام
ج 33 ص 54
-3 –
وهناك شاعر أقسم بانه يبكي لكنْ ليس على من بات تحت الثرى وانما هو يبكي على المتزوج ..!!
قال :
فو الله ما أبكي على ساكن الثرى
ولكنني أبكي على المتزوج
يبكي عليه لكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقه، والتحديات الصعبة التي يواجهها ، وليس لهذي الدموع محل من الاعراب ذلك انّ المسؤولية هي التي تضفي على الشخصية الأبعاد المطلوبة من القوة ورباطة الجأش واتخاذ القرارات الصعبة .
على أنّ الدموع تبقى سمة الرقة والإنسانية .
Husseinalsadr2011@yahoo.com