فؤاد سالم الصادح الغريب في ذكرى رحيله 11
يسوار الذهب يتصدّر رصيده من أغان متميّزة
صباح المندلاوي
في الحادي والعشرين من كانون الاول الماضي ،مرت الذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنان الاصيل فؤاد سالم ،هذا الفنان الذي سحر الملايين من ابناء شعبنا العراقي، بل والعربي بحنجرته الذهبية وبصوته الشجي والعذب وهو يصدح بأغانيه العاطفية والمعبرة والاخاذة او تلك السياسية التي انطوت على قدر كبير من الجرأة والشجاعة والتمرد وعبرت اصدق تعبير عما يعانيه العراقي من عذابات ومعاناة في ظل الدكتاتورية والقمع والارهاب وسياسة الاقصاء والاستبداد.
ومن هنا فقد استحق وبجدارة لقب فنان الشعب العراقي. هو من مواليد البصرة عام 1945.
من منا لا يتذكر اغانيه المغموسة بالوجع والحزن والاصالة والجمال، والشفافية والعذوبة.بدءاً من «يسوار الذهب لا تعذب المعصم» ومروراً «يابو بلم عشاري» و «مشكورة» وانتهاء بدجلة الخير للجواهري الكبير وغريب على الخليج للشاعر السياب وغيرها من اللأليء الكثير.
لقد اضطرته الظروف السياسية المحفوفة بالمخاطر ان يغادر العراق الى الكويت في اواخر السبعينيات من القرن الماضي.لقد تحمل هذا الفنان المبدع والكبير الكثير من المكابدات والعذابات دفاعا عن مبادئه ومثله الثورية والانسانية.
بداياته الفنية
وفي لقاء صحفي اجريته واياه عام 1999 ونشر في جريدة الثورة السورية وبتاريخ الثاني عشر من ايار: حدثني كيف انه في بداياته تأثر بالفنان الراحل الكبير ناظم الغزالي، بدا مثله الاعلى وراح يقلد الكثير من اغانيه المشهورة والجميلة منتزعا اعجاب واستحسان المستمعين. واذ جاءت لجنة المسح الاذاعي والتلفزيوني الى البصرة من بغداد يتم اختياره مطرباً للعمل في الاذاعة وكان ذلك عام 1968. بعدها يحظى برعاية كريمة من الفنان الكبير والمبدع عازف القانون سالم حسين الذي يلحن اولى اغانيه «سوار الذهب» والتي كانت بداية انطلاقته وتألقه.
تستمر رحلته الفنية لتتمحض عن اكثر من ثلاثمائة اغنية عاطفية وسياسية، فضلاً عن مشاركاته الحيوية والمتميزة في الاوبريتات التي قدمت في مطلع السبعينيات من القرن الماضي ونذكر منها «بيادر خير» «المطرقة» «نيران السلف».وقد تركت من الاصداء ما هو مهم ومؤثر، بل ثمة مقاطع من «بيادر الخير» حتى يومنا هذا هناك من يردده.
يشارك في مهرجان الشباب العالمي في المانيا.. ومهرجان المحبة في سوريا ومهرجان الاغنية العربية في امريكا. وثمة ذكريات كثيرة تجمعنا في دمشق وفي التسعينات من القرن الماضي، اذكر منها:ذات يوم حملنا مذكرة الى هيئة الأمم المتحدة نرفض فيها التدخل الامريكي في شؤون العراق. اعد المذكرة المفكر الراحل هادي العلوي ورافقناه انا والفنان فؤاد سالم باعتباره رمزا من رموز الحركة الفنية والغنائية والابداعية.ومرة اخرى حينما بادر التلفزيون العربي السوري لاجراء لقاء وايانا «انا والدكتورة خيال» عبر برنامج تلفزيوني اسمه «في بيتنا تلفزيون» تقدمه المذيعة ناهد عرقسوس، طلبوا منا توجيه الدعوة الى فنان صديق يشاركنا اللقاء، فكان ان ارتأينا ان يكون الصادح الغريد فؤاد سالم، ليضفي شيئاً من سحره وحلاوة صوته بعد حوارات متنوعة عن الجواهري والذكريات التي لا تنتهي. نستذكرك في مثل هذه اللحظات .. وكلنا امل ان يتم اطلاق اسمك على احدى المهرجانات الغنائية في بلدنا. كلنا امل ان يرفع الستار عن تمثال لك في العاصمة بغداد واخرى في البصرة الحبيبة.
ستبقى خالدا في قلوب محبيك ومعجبيك فمثلك لن يموت ومثلك لن يأفل نجمه الساطع والساحر.