مآسي الحروب
مروة محمد سليم
على حُطام جسر الأحلام، حلمٌ جميل يسيرُ للأمام ثم يحترق ويغدو رماداً وتهب عليه رياح الزمان فيتناثر على بحيرةِ الدموع، وفي قلبِ غابة النسيان عجوزٌ يُراقب ولادة كُلِ حُلم وللأسف موت ذلك الحُلم ايضاً، في كوخ الموت غُراب كسواد الليل يجلس فوق نافذة مليئة بالغبار، وعلى زجاجها بصماتُ اشخاص ماتوا حُزناً وعِند النظر خلال هذه النافذة، نرى جُثث انطفأت شُعلة الحياة فيها، لكن هناك في عيونها عِتاب لا يزول، وعلى جدران الماضي كتبوا أسئلة لا إجابات لها، وفي فِناء الحديقة أرجوحة مكسورة تتأرجح وكأن طيفاً يجلس عليها، وعلى جسورِ الظُلمِ والطُغيان اُناسٌ قد شُنِقوا ظُلماً وجثثهم تتدلى كدُمى معلقة مُغطاة بالدماء، وعلى سلالم المصير اثار اقدام حاولت الهروب من نهاية قصة الألم هذه، لكن عندما تكتب الحياة قصتنا لا يكون للهروب من الموت من سبيل، صفحاتٌ لمستقبل جميل لكنها مُمزقة؛ فكيف يولد مستقبل إذا مات كل شخص طيب كان مثل نجمة تُبددُ العُتمة، وقُربَ صنبورِ ماءٍ مكسور ورود ذابلة، قطرات دماء اسقت عطشها ...، وحتى عند هطول المطر لا يفرح ذاك العجوز به؛ لأن الغيوم تبدو كما لو أنها تبكي وصوت الرعد يصرخ بألم والبرقُ يريد إن يُبدد بنوره ظلام الحروب...