إدمان الأجهزة الذكية وأثرها على نفسية الفرد
مروة العميدي
أن إدمان الأجهزة الذكية أضحى اليوم من المُشكلات الشائعة في الوقت الحالي من العصر الحديث، وبالتأكيد هذا الإدمان يحملُ في طياته آثارًا عكسيةً ملحوظةً على سلوكيات الأفراد وإستقرارهم النفسي.
ولو تطرقنا إلى مفهوم الإدمان لوجدناه يمثل الإستعمال المفرط والمبالغ به لشيء أو لإداة أو آلة معينة مثل إدمان الأجهزة الذكية والذي يتمثل بالتعلق الزائد والإستخدام المفرط للأجهزة الذكية مثل الهواتف النقالة، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر، إلى درجة تؤثر سلبًا على الإستقرار النفسي والحياتي للأفراد.
وتتمثل الآثار النفسية للإدمان على الأجهزة الذكية بالقلق والاكتئاب، إذ ركزت كثير من الدراسات إلى أن الإستخدام المفرط للأجهزة الذكية قد يرفع بدوره مستويات القلق والاكتئاب لدى فئات عمرية معينة خاصة المراهقين، كما أن هذا النوع من الإدمان ينعكس بشكل غير موفق على حالة التلاحم الإجتماعي ويقود إلى الإنطوائية ويقلل من التفاعل مع التجمعات، ويرفع وتيرة التشتت ويضعف التركيز وهذا بدوره يضعف الإداء الأكاديمي والمهني، وقد يقود أحيانًا كثيرة إلى إضطرابات النوم وضعف جودته بفعل التعرض إلى الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات غير المفلترة مما يلحق الضرر بالعين والدماغ. ولو تتبعنا إستراتيجيات التخفيف من حالات الإدمان على الأجهزة الذكية لوجدنا أن من الضرورة وضعي برنامج وقتي يتمثل بوضع حدود معينة للمدة التي نستخدم فيها الأجهزة الذكية بشكل يومي، مع تخصيص أوقات خالية من التكنولوجيا تمامًا مثل الممارسات اليومية في الذهاب الى الأماكن العامة من حدائق أو أماكن ممارسة الرياضة والهوايات كالرسم وقراءة الكتب أو قضاء وقت مع العائلة بدون أجهزة ذكية، مع الأخذ بعين الإعتبار الإدراك الذاتي ومراقبة السلوك والتفكير في كيفية تأثير الأجهزة على المزاج والحالة النفسية مما يساعد في تقليل اللجوء إلى الأجهزة الذكية لمواجهة للروتين والملل.