شبابنا إلى أين ؟
عدي سمير حليم
يُعتبر الشباب الركيزة الأساسية لكل بلد والذي من خلالهم تزدهر الأوطان وتتألق، لذلك تسعى الدول الى بذل الجهود من اجل الارتقاء بأمكانيات شبابها والنهوض بهم وبما يضمن حصولهم على نتائج إيجابية لتوظيفهم لخدمة شعوبهم.
وحتماً ان الدول تقدم ما يمكن تقديمه للأجيال الشبابية وتأهيلهم للمستقبل وطبعاً حسب الإمكانيات المتوفرة.
واليوم ونحن نعيش في زمن مختلف تماماً عن ما مضى من أيام ما قبل عام 2003 من أيام الحصار القاتل والحرمان والانغلاق عن العالم الخارجي وانخفاض المستوى المعاشي وغيرها التي لم يعيشها شباب ما بعد عام 2003 والذين عاشوا في أجواء الحرية المقيدة بالإرهاب والعصابات الاجرامية والحرية المفرطة وصولاً الى المتنفس الذي يشهده بلدنا والاستقرار الأمني في الساحة العراقية والانفتاح الدولي والاقبال الدولي والانتعاش الاقتصادي والذي تعددت معه فرص الحياة المتعددة في التبادل التجاري والمالي والاستثماري والسياحي وغيرها وأصبحت وارداتها توازي الإيرادات النفطية وأصبحت فرص العمل كبيرة وكثيرة.
وحقيقة أصبحت ثقافة التعليم اكبر واكثر من ذي قبل حتى اصبح هوس الحصول على الشهادات العليا لاسيما من خارج البلاد كبيرة مقابل المبالغ المالية التي ينفقها الدارسون من اجل الحصول على تلك الشهادات وطبعاً هو حق مشروع لتطوير الذات الاجتماعي.
تجارب مرفوضة
بالمقابل وان البعض منهم لايزال يراوح في مكانه فكرياً ونفسياً وللأسف نجد منهم يبحر في عالم الغير محاولاً نقل تجارب الاخرين التي قد تكون مرفوضة مجتمعياً والقيام بأفعال غير مقبولة ومزعجة للعوائل في الأماكن العامة مثل التصرف الذي قام به مجموعة من الشباب في احدى المطاعم والتي ارعبت العوائل والأطفال دون التفكير بعواقب ما فعلوا!!
وبالطرف الاخر ما فعله مجموعة من المتظاهرين مع رجل مسن وزوجته عند مرورهم بعجلتهم في احدى الشوارع العامة والتي هي حق من الحقوق لسالكيها وقيامهم بضرب وتكسير زجاج سيارتهم دون اي ذنب ولم يكتفوا بذلك حتى انهالوا على الرجل بالضرب دون أي سبب وما نتأسف عليه لم نجد تدخلاً من المتواجدين والمارين؟! فما هو موقفكم انتم يا شباب لو كان هذا التصرف مع والدك ووالدتك؟
سؤال لا بد ان نجد له جواباً ما هو شعوركم ياشباب؟! بماذا شعرت أيها المتجاوز هل هو الانتصار ام الفخر بنفسك؟ اذا كنت خريج وتدعي الثقافة فما قولك على نفسك يا من أظهرت قوتك على الضعيف وأين الغيرة العراقية وهل انت تعيش في غابة مثلاً؟
لذا اصبحنا امام حاجة ملحة لاعادة النظر بالثقافة المجتمعية والعودة مجدداً الى التأهيل الاجتماعي والذي يبدأ من الاسرة اولاً والذي يقع عليهم الواجب الأخلاقي لانهم هم من يتحملوا عواقب ما يفعله أبنائهم لان هذه التصرفات ان دلت على شيء فانها ذات دلالات لاضطرابات نفسية عميقة ونزعات إجرامية بعدم ضبط التصرف وذهاب العقل والتهجم والضرب وهو ما يحاسب عليه القانون.
رسالتي الى الشباب لنستغل الوضع الحالي وما نشهده من استقرار لنطور انفسنا وان نكون عوناً لبلدنا وشعبنا ونحمد الله على ما نحن عليه وكونوا أدوات بلدكم الناجحة فأنتم المستقبل.
استاذ مساعد لواء دكتور