مدينة اوروك التاريخية مهملة رغم توافد السواح اليها
إكتشاف قارب بطول سته أمتار داخل نهر يعود إلى الفترة البابلية الوسيطة
سعد حسين
من منا لا يمجد بحضارة مدينة اوروك هذه المدينة التاريخية التي تبعد عن مركز المحافظة السماوة 30 كم والتي انطلقت منها الكتابة وتعتبر إحدى أوائل المراكز الحضارية في العالم التي ظهرت في بداية العصر البرونزي قبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد وسبقت المدن التاريخية بألف سنة وفيها اخترعت الكتابة ومنها ظهر الحرف الأول لكن الحقيقة هي مدينة مهملة لا توجد فيها مرافق حيويه يمكن للزائر اليها ان يستريح او ان يأخذ وقتا طيبا وهو يعيش في احضان مدينة تجاوز عمرها الخمسة الاف سنه الطريق الوحيد الذي يصلك الى اثار الوركاء تأكل دون الاهتمام بتأهيله ( الزمان ) كانت في هذه المدينة الاثرية التقت بمدير مفتشية اثار محافظة المثنى سلوان عدنان الأحمر وفي حديث خص به ( الزمان ) قال تبلغ المواقع الاثرية في مدينة الوركاء 866 موقع اغلبها عبارة عن تلال اثرية واهم هذه المواقع هو موقع مدينة الوركاء الذي يقع ضمن قضاء الخضر اداريا بدأت اعمال التنقيب للبعثات الألمانية عام 1912 لكنها توقفت خلال الحروب التي مرت على العالم منها الحرب العالمية الأولى والثانية وعادت بفترات متقطعة كذلك ان بعثة التنقيب أوقفت اعمالها بعد 2003 واستأنفت اعمالها عام 2015 بأعمال تنقيب بسيطة بعدها توسع العمل ليشمل التنقيب في أماكن عديدة إضافة الى صيانة الاعمال المكتشفة وترميم للمباني الشاخصة في المدينة الاثرية ولقيام بمسوحات للاماكن التي لم يتم اجراء مسح سابق عليها فضلا عن اجراء مسوحات جديدة بأجهزة حديثة اما فيما يخص المسح الجيوفيزيائي هناك لجنة مختصة من جامعة المانية استعانت بها لإجراء هذا المسح داخل المدينة حاليا تمت مسوحات 90% من مدينة الوركاء والباقي على المواسم القادمة علما ان البعثة الألمانية سبق وان قامت بالتنقيب في الثمانينات خلال الحرب العراقية الإيرانية باستقطاب عدد من الطلبة الالمانيين المختصين بدراسة الاثار
تاهيل مدينة
وعن الإجراءات التي اتخذت بعد ان وضعوا الوركاء ضمن لائحة التراث العلمي قال:بعد ادخال الوركاء ضمن لائحة التراث العلمي في حزيران 2016 كان هناك لزام على الحكومة المركزية والمحلية بتأهيل المدينة الاثرية سياحيا فيما يخص دائرتنا قدمنا خطة لأنشاء دار استراحة الوركاء تقع بعد محرمات المدينة الاثرية على بعد واحد كيلو وتم تخصيص قطعة ارض بمساحة عشرة دونمات خصصت لأنشاء هذه الدار ولكن لم تنشا على ارض الواقع بسبب الإجراءات الروتينية حاليا هناك جهود لأنشاء هذه الدار بالتعاون مع الحكومة المحلية وقد تم اخذ الموافقات من الدوائر المعنية لعدم الممانعة بالتنفيذ المشروع حاليا بطوراعداد المخططات يضم اماكن للمبيت ومتحف صغير ومطاعم إضافة الى كراج للسيارات وقاعة للمؤتمرات وغيرها من الأمور التي يحتاجها السائح عند القدوم الى اثار الوركاء هذا فيما يخص خارج حدود اثارالوركاء وفي داخل المدينة نعمل الى انشاء مسار للزائرين كونها لا تحتوي على مسار للزائرين وهذا يتطلب تنقيب هذا المسار ويوثق قبل الشروع به المخطط اعد من قبل مكتبين استشاريين المانيين وهذا المسار سيكون حسب حاجة المنطقة الاثرية وقد باشرنا بصناعة نماذج من اللبن ليتم صهرها بأفران خاصة لها ووضعها في هذا الطريق لتكون نماذج اشبه بالطابوق ان نجحت هذه الفكرة سيكون عمل الاجر بالقياسات التي نراها مناسبة من خلال استخدام مواد قليلة الملوحة التراب المستخدم تم جلبه من مناطق خاصة لتكون قليلة الملوحة حتى لا تتفاعل مع ملوحة الارض بالمدينة وتزيد من تلف هذه المادة وهذه الأمور تحتاج الى وقت لفحص هذه المواد المستخدمة التي ستكون في المدينة الاثرية وهناك أجزاء من السكك الحديدية داخل موقع الاثار استخدمتها البعثات التنقيبية في ثلاثينيات القرن الماضي اعدنا استخدام هذا السكك وهو نوع من الدلالة لتعريف السائح كيف يتم نقل الاتربة كما ان البعثة الألمانية تبرعت بلوحات الدلالة يوجد لدينا الان خمسة لوحات جاهزة تمت صناعتها في معمل مختص في برلين من مادة تقاوم الظروف الطبيعية والجوية للعراق وفي الوركاء خصوصا وقد نجحت هذه اللوحات بعد اختبار لنماذج منها استمرت لسنة تم وضعها في المدينة ومن المقرر جلب بقية اللوحات الخمسة كدفعة اولى ولكن بانتظار انشاء قواعد لها مصنوعة من مادة الاجر وهذه اللوحات يكون محتواها شرح مفصل للمعبد والمناطق الاثرية وتكون بثلاث لغات العربية والإنكليزية والألمانية إضافة الى شرح بسيط مفصل لهذا المعبد وتحتوي كل لوحة على باركود يمكن من خلاله للسائح الدخول الى هذا الباركود وادخاله الى صفحة فيها شرح بسيط إضافة الى بناء محطات استراحة أيضا تبنى من الاجرداخل المدينة وعن اخر مكتشفات البعثة الألمانية التي سبق لها وان اكتشفت الاناء النذري في الثمانينات قال :اخر مكتشفات البعثة عام 2016 اكتشاف قارب داخل نهر قديم نهر النيل القديم طوله 6م اسميناه قارب الوركاء وما تبقى من القارب مادة القار التي تحيط بالمادة الخشبية التي صنع منها القارب وفي داخل هذا القارب تم العثور على جرار فخاري وبعض الكسر الفخارية تم ارجاع هذا القارب تاريخيا الى الفترة البابلية الوسيطة وفي عام 2021 تم نقله من قبل لجان مختصه من البعثة الألمانية والعراقية الى مخازن المتحف العراقي وهناك خطة لإعادة صيانته وعرضه في المتحف الوطني العراقي كون هذا القارب الوحيد الذي تم اكتشافه في العراق بهذا الطول وهذا الحجم الذي استخدم في تلك الفترة إضافة الى اكتشافات اخرى كما اسمتها رئيسة البعثة الألمانية دكتورة ماركريت مانيت هي للكشف عن الحلقات المفقودة مآبين التنقيبات في السنوات السابقة والحالية هناك بعض الأماكن لا يوجد فيها توثيق للتنقيبات السابقة وسوف يتم استكمال السلسلة استنادا للمعلومات الموجودة لديها رغـــــم ان الجهود حاليا منصبة الى صيانة المباني الشاخصة بالمدينة الاثرية التي فقدت منها أجزاء بسبب الظروف الجوية والاملاح وحاليا التنقيب استـــقر فــــي امــــاكن محددة .
هل هناك مرشدين سياحيين يرافقون السواح الوافدين للمدينة ؟
- حاليا لا يوجد لنا مرشدين سياحيين ولكن لدينا آثاريين من مفتشية اثار المثنى يرافقون الوفود السياحية ولكن رغم زيادة عدد السائحين الأجانب منذ قدوم البابا الى مدينة اور نبقى بحاجة الى الكثير من الأمور التي تؤهل المدينة ومن اهم هذه الأمور الطرق المؤدية لأثار الوركاء هي طرق متهالكة تعاني منها جميع الشركات السياحية عند مرورها يوجد طريقين الى المدينة طريق من قضاء الخضر وطريق من السماوة الى قضاء الوركاء ناحية الكرامة هذه الطرق تحتاج الى إعادة اكسائها وقد تم التواصل مع الحكومة المحلية على ادراجها ضمن مشاريع 2024 ولكن للأسف لحد الان لم يتم اكساء هذه الطرق إضافة الى هذا فاتحنا الحكومة المحلية بإنارة الطرق المؤدية للأثار لان اغلب السياح يبقون في مدينة الوركاء لفترة الغروب لذلك يحتاجون الى انارة الطرق عند الخروج من المدينة هناك رغبة من الحكومة المحلية بالمساعدة ولكن الامر يتعلق بالتخصيصات المالية التي تؤخر كل الإجراءات رغم ان الاهتمام بهذه المدينة يؤدي الى مردودات اقتصادية كبيرة تستفاد منها المحافظة وتشغيل ايدي عاملة كثيرة من خلال بناء المنشاة التي تجذب السائحين وهم لديهم الرغبة بالبقاء في المحافظة
اما فيما يخص حماية الاثار قال هناك نقطه ثابته في داخل المدينة لحمايتها وحماية السواح القادمين اليها إضافة الى تنسيق وتواصل من قبل شرطة الأثار مع السيطرات لحماية الوافدين للمدينة منذ دخولهم حدود محافظة المثنى حتى وصولهم الى الوركاء ومغادرتهم منها إضافة الى وجود حماية للبعثة الألمانية عند قدومها الى المحافظة وتواجدهم في منطقة الاثار كل الجهات الأمنية مستنفره عند قدومهم إضافة الى شرطة قضاء الوركاء والجهات الأمنية الأخرى وهناك دوريات في محيط مدينة الوركاء لحماية البعثة الألمانية القادمة اثناء التنقيب الهدف الأساسي من هذه الحمايات ليس فقط لحماية الجهات الأجنبية فقط بل هو حماية لاستمرار اعمال التنقيب
وعن جنسيات السائحين قال هناك الكثير من الجنسيات القادمة منها من الصين وإيرلندا وامريكا من بريطانيا وإيطاليا المانيا الهند ودول شرق اسيا إضافة الى قدوم اشخاص يأتون بمفردهم فضلا من اشخاص من الشركات الأجنبية العاملة في العراق
ماهي التسهيلات التي تقدمونها للسائحين ؟
- سابقا كان قطع تذاكر الدخول حصرا عن طريق المفتشية ويعود السائح الى الوركاء هذا الامر يرهق السائح ويأخذ الوقت الكثير منه هذا الاجراء وبتوجيه من الوزارة تم الغائه وأصبح قطع التذاكر من داخل مدينة الوركاء مباشرة لتقلل من جهد السائح واستغلال الوقت من قبله للاطلاع أكثر على مدينة الوركاء
وعن الخدمات التي توفرها المفتشية داخل المدينة قال للأسف الشديد لحد الان لم يتم توفير الخدمات البسيطة للزائرين
ومن المشاكل التي تعاني منها المفتشية قال قلة الكوادرالاثارية رغم وجود العدد الكثيرين من خريجي الاثار بدون تعيين محافظة المثنى فيها 450 خريج اثار لم يحالفهم الحظ بالتعيين رغم مفاتحتنا المحافظة بشمول البعض منهم ولم تتم الاستجابة لطلبنا إضافة الى قلة الإداريين والمهندسين والموظفين هناك أيضا مشكلة في قلة الحراس ناهيك عن وجود 866 تل أثرى وعدد الحراس 76 وهذا العدد لا يفي بالغرض وقد يعرض اثارالمدينة الى السرقة لعدم كفاية الحراس إضافة الى قلة التجهيزات التي يحتاجها شرطة الاثار