الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نظام الانتخاب ذو الصوتين:  هل يصلح ما أفسده سانت ليغو؟

بواسطة azzaman

نظام الانتخاب ذو الصوتين هل يصلح ما أفسده سانت ليغو؟

حسين الفلوجي

 

في واقع العراق الراهن، حيث تتعمق الفجوة بين المواطنين والمؤسسات السياسية وفي مقدمتها مجلس النواب وكافة الأحزاب المهيمنة على السلطة، وفي ظل هذه الظروف المعقدة، تتزايد الحاجة إلى تقديم إصلاحات جذرية تعيد الثقة بالعملية الديمقراطية. أحد أبرز هذه الإصلاحات مقترح تبني نظام الصوتين الانتخابي، كحل يمكن أن يُصلح ما أفسده نظام سانت ليغو، من خلال إيجاد توازن بين دور الأحزاب السياسية وتمكين الناخبين من اختيار ممثليهم المباشرين.

كيف يعمل نظام الصوتين؟

يستند نظام الصوتين إلى منح الناخب صوتين منفصلين أثناء العملية الانتخابية، مما يسمح له بالمساهمة في اختيار ممثليه على مستويين:

الصوت الأول: يُستخدم للتصويت لقائمة حزبية أو حزب سياسي يعكس التوجهات العامة للناخب. هذا التصويت يتيح للأحزاب التنافس على مقاعد البرلمان على مستوى المحافظة، ويعكس مدى التأييد الشعبي لبرامجها السياسية.

الصوت الثاني: مخصص لاختيار مرشح فردي ضمن الدائرة الانتخابية للناخب. يهدف هذا التصويت إلى تمكين المواطن من اختيار ممثل محلي يدرك احتياجات منطقته ويعمل على تلبيتها بشكل مباشر.

مثال على تطبيق نظام الصوتين في بغداد

بغداد، العاصمة التي تتميز بحجمها الكبير وتنوعها الاجتماعي، تمثل نموذجًا مثاليًا لتطبيق نظام الصوتين. يمكن تقسيمها إلى 35 دائرة انتخابية فردية تُوزع اما على البلديات أو الوحدات الإدارية من أقضية ونواحي، مع اعتماد قائمة نسبية واحدة على مستوى المحافظة تعتمد القوائم الحزبية المغلقة.

هذه الآلية ستقدم نتائج ملموسة تحقق العدالة في توزيع المهام والتنوع في أدوار النواب، حيث سيكون البرلمان مكوّنًا من نوعين من النواب:

نواب سياسيون: يمثلون الأحزاب ويتولون صياغة السياسات العامة ومتابعة القضايا الوطنية الكبرى.

نواب خدمات: يُنتخبون محليًا لتمثيل دوائرهم ويهتمون بتلبية الاحتياجات الخدمية والتواصل مع المجتمع المحلي.بهذا التوزيع، يمكن ان يعزز نظام الصوتين العدالة في التمثيل، مع إمكانية الربط بين القضايا الوطنية والمحلية، مما سيخلق برلمانًا أكثر كفاءة وشمولية يعكس تطلعات المواطنين ويخدم مصالحهم بشكل متوازن.

تجارب دولية ناجحة

ألمانيا: يُعتبر نظام الصوتين في ألمانيا نموذجًا ناجحًا لبرلمان متنوع وممثل لمختلف التوجهات السياسية، حيث يمزج بين التمثيل الوطني والمحلي.

نيوزيلندا: ساعد هذا النظام على تعزيز تمثيل الأقليات والأحزاب الصغيرة، مما عزز ثقة المواطنين في الديمقراطية.اليابان: مكّن الناخبين من اختيار ممثلين محليين يعبرون عن احتياجاتهم، مما أسهم في معالجة القضايا المحلية بشكل أكثر فاعلية.

ختامًا: نستطيع القول، ان نظام الانتخاب ذو الصوتين ليس مجرد تعديل تقني على العملية الانتخابية، بل هو خطوة نحو بناء علاقة جديدة بين مؤسسات الدولة الديمقراطية والمواطن، والتي يجب ان تكون قائمة على العدالة والتمثيل الحقيقي المباشر.

 سياسي مستقل

 

 


مشاهدات 39
الكاتب حسين الفلوجي
أضيف 2024/11/23 - 1:58 AM
آخر تحديث 2024/11/23 - 6:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 123 الشهر 9594 الكلي 10052738
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير