تمديد ساعات العمل لفرق الإحصاء في المحافظات بعد إنتهاء الحظر

خبير: التعداد يكلّف أموالاً طائلة والفئات الهشة تدفع الثمن

بغداد -  قصي منذر

حذر خبراء، من الكلفة المالية الضخمة التي يتحملها العراق نتيجة التعداد السكاني الحالي، مشيرين إلى أن الفئات الأشد فقراً هي الأكثر تضرراً من تعطيل الأنشطة الاقتصادية وحظر التجوال، الذي كان من الممكن تجنبه لتقليل الأعباء على المجتمع. وقال الخبير نبيل المرسومي في بيان أمس إن (الكلفة المالية والاقتصادية الضخمة للتعداد السكاني في العراق، التي بلغت نحو 951 مليار دينار، تشمل 459 مليار دينار كلفة مباشرة للتعداد و492 مليار دينار نتيجة تعطيل الدوام الرسمي)، وأضاف أن (الكلفة الاقتصادية تتسع بسبب توقف الأنشطة الاقتصادية العامة والخاصة، مما يؤثر سلباً على العديد من الأفراد والمجتمعات المحلية، ولاسيما الفئات الأشد فقراً التي تعتمد على كسب قوتها بشكل يومي)، وأشار المرسومي إلى أنه (كان من الممكن إجراء التعداد دون فرض حظر التجوال الشامل، ما كان سيوفر تكاليف إضافية ويقلل من تأثيرات الحظر على الفئات الهشة والعاملين في القطاع الخاص). فيما اطلع (الزمان) على  نسبة التعداد السكاني في عموم البلاد. وجاء في إحصائية شبه رسمية ان نسب التعداد في ( بغداد 80.48 ونينوى 98.60 وأربيل 96.31 والسليمانية 94.76 والبصرة 89.85 وبابل 94,78  وديالى 98.10 وذي قار  86.84 والنجف 92,27 بالمئة)، وأضافت ان (كركوك سجلت 97,74 والانبار 95,99 وصلا الدين 98,16 و كربلاء 95,81 وواسط 98,68 والديوانية 95,33 ودهوك 95,25 وميسان 91,23 والمثنى 94,73 بالمئة). وكشف التعداد السكاني، الذي لم ينتهِ إلى الآن، نسوة عراقيات عمرهن أكثر من عمر الدولة العراقية الحديثة التي تأسست سنة 1921. ووفقاً للصور التي تداولتها مواقع التواصل فإن (جهاز التعداد السكاني رفض تسجيل معمرة في محافظة النجف من مواليد 1887، لأن أعلى عمر يستقبله الجهاز هو 120 سنة). وقررت الهيئة العليا للتعداد العام للسكان، تمديد ساعات العمل للعدادين في المحافظات التي لم تُكمل عملها. وقالت في بيان أمس إنه (تقرر تمديد ساعات العمل للعدادين حتى أمس الجمعة)، داعيا المواطنين ممن لم يزرهم موظفو التعداد إلى (البقاء في منازلهم)، وأشار الى انه (رفع حظر التجوال في المحافظات كافة داخل الحدود الإدارية مع استمرار تقييد حركة المركبات والمواطنين بين المحافظات). من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي في بيان أمس إن (التعداد السكاني يهدف إلى توفير إحصاء شامل لسكان العراق الذين من المتوقع أن يتجاوز عددهم 43 مليون نسمة بحلول نهاية العام الجاري)، مؤكدا إن (الوزارة قامت بعمليات إحصاء جوي للمباني في العراق، وأظهرت الصور الجوية زيادة بنسبة 10 بالمئة في المباني نتيجة حركة الإعمار). وانطلقت صباح الأربعاء الماضي، عملية التعداد السكاني في جميع أنحاء العراق، وهو الأول منذ عام 1997، وسط توقع أن يتجاوز عدد العراقيين 43 مليون نسمة بحلول نهاية العام.

ودربت الوزارة 120 ألف باحث ميداني لضمان دقة التعداد، الذي سيتضمن معلومات عن عدد الأفراد، الجنس، والعمر. وفي ديالى، وشملت عملية التعداد العام للسكان في محافظة ديالى، أكثر من 20 وحدة إدارية، بما في ذلك مدينة بعقوبة التي تمثل نحو 35 بالمئة من سكان المحافظة. وأكد رئيس مجلس المحافظة عمر الكروي في بيان تلقته (الزمان) أمس أن (العملية تجري بانسيابية عالية دون تسجيل أي خروقات أو مشاكل)، واشار إلى (تفاعل جميع الأطياف المجتمعية في إنجاح هذه التجربة المهمة التي سيكون لها تأثير كبير في الخطط الاقتصادية والتنموية للمستقبل)، وأضاف الكروي أنه (يتواصل بشكل مباشر مع اللجنة العليا المشرفة على التعداد والأجهزة الأمنية لضمان توفير المناخ الملائم لتنفيذ التعداد وفق الآلية المعتمدة من وزارة التخطيط). من جهته، أشار مدير إحصاء ديالى عمار النعيمي إلى أن (عملية التعداد تشمل أكثر من 6 الاف منطقة في 24 وحدة إدارية بالمحافظة، بمشاركة 5300 باحث و1800 مشرف)، وتابع إن (الباحثين وصلوا إلى أبعد المناطق والقرى في ديالى)، وأوضح النعيمي إن (العملية تسير دون مشاكل، مع تجاوب واسع من المواطنين في تقديم بياناتهم).

وفي ميسان، اعلنت الحكومة المحلية، بانها لم تسجل اي عمليات خرق يوم التعداد. وقال المحافظ حبيب الفرطوسي خلال مؤتمر للوقوف على مجريات عملية التعداد السكاني وآلية عمل العدادين إن (ميسان قد قسمت امنيا لقطاعات، وهناك تعاون كبير من الاهالي لانجاح عملية التعداد)، وأضاف (اننا كحكومة محلية لم نسجل اي اعتداء او خروقات امنية على فرق العدادين). في غضون ذلك، أكد محافظ كركوك ربيوار طه، نجاح التعداد السكاني في المحافظة. وقال خلال مؤتمر أمس إن (فرق التعداد نجحت في عملها وأنهت عملية حصر وترقيم المساكن). فيما أصدرت مديرية إحصاء محافظة الأنبار، تنويهًا يدعو الأسر في جميع الأقضية والنواحي بالمحافظة الى التواصل مع الأرقام الخاصة بفرق التعداد. وقال بيان أمس (ندعو الاسر سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، والتي لم يتم زيارتها خلال المدة من 16 إلى 22 تشرين الجاري، بما في ذلك أيام الحظر، ولم تُستوفَ بياناتها المتعلقة بالأسماء والمواليد وعلاقة الفرد برب الأسرة إلى التواصل بشكل فوري عبر الأرقام التالية لاستكمال البيانات المطلوبة 07901297917و 07710634403).