من غزة.. إلى بيروت
عبد الكريم الزيوني
لم يعد خافيا ذاك القلق والحذر والتخبط في سياسة إسرائيل الذي يجمعها فكراً متطرفا لمجموعة من التناقضات في مجتمعها الخليط من الأجناس والعقليات والأفكار والثقافات المنحرفة من شرق وغرب دول العالم ، وما النبؤة التلمودية في العهد القديم التي تنبأت بسقوط ممالك اليهود قبل بلوغها العقد الثامن من عمرها الا حقيقة أرعبت مضاجع ساسة إسرائيل منذ احتلالها لفلسطين العربية وقدسها الشريفة خاصة وان الإحتلال شارف في عمره المفترض هذه النبوءة وهي حاليا في عمرها 76 عاما ( 1948 _ 2024 ) ..
وبالعودة إلى التاريخ الحديث فأن ولادة إسرائيل كدولة استيطانية جاءت في القرن التاسع عشر من قبل جماعات يهودية قادت الفكر الصهيوني إلى قيام هذه المجاميع اليهودية بالهجرة إلى فلسطين كحل للمسألة اليهودية في إيجاد بلد قومي لهم على اساس ما وعدهم الحق التاريخي في أرض فلسطين وما وردت في مملكة إسرائيل القديمة التي كان أبرز ملوكها سليمان وداود وشاؤل الذين ذكروا في التوراة والقرآن والآثار اليهودية في القدس ومدن فلسطين وسيناء ..
وما يهمنا في هذا الإيجاز أن ما يجري الآن في حرب غزة وهجمات بيروت التي تبنى فيها المجرم نتنياهو وحلفائه حق الرد والدفاع عن مستوطناته التي تجاوزت على أراضي الفلسطينيين وتأييد العديد من الدول الأوربية والولايات الأمريكية السند واليد الطولى في دوام هذا الكيان الإستيطاني البغيض ، ولكن الملاحظ في تفاقم وغلو الأحداث الإجرامية للكيان الصهيوني المحتل واعتماد مفهوم واستراتيجية الإبادة والإجتياح للأراضي الفلسطينية وقتل وتهجير أهلها أن كل هذه السياسات الإجرامية لاتزال تحظى بتأييد ودعم العديد من الدول وخاصة الأوربية منها إضافة إلى الدعم الأمريكي الدائم ، إنحياز بعض الدول العربية والإسلامية إلى قرارات الدعم هذه والوقوف للبعض الآخر مواقف المتفرج أو الإكتفاء بالتنديد والمطالبة بوقف الحرب التي باتت شعوب بلداننا العربية والإسلامية والصديقة تفرض حقها بدعم القضية الفلسطينية والتنديد بمواقف حكام العرب الخجولة والوقحة أحيانا تجاه ما يحصل من مذابح وقتل وإبادة وتشريد لأهل فلسطين وخاصة في غزة منذ ما يقارب العام دون هوادة أو ردع دولي عادل ..
وأما اليوم وما يشهده العالم من همجية وعنجهية وظلم وظلام الأعمال الأرهابية للكيان الصهيوني الغاضب في أهلنا المسالمين من شيوخ واطفال ونساء في غزة وجنوب لبنان فأننا إنما نذكر قوله تعالى:
وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً
نعم انه وعد الله وهو الحق ، هي رسالة إلى أهلنا في فلسطين.