الخروج من عنق الزجاجة

سعد جهاد عجاج

المتابع للشان الاجتماعي على الصعيد العام يجد ان هناك انحدار كبير ينذر بكارثة مجتمعية اخلاقية ولن ينصلح الحال وسنبقى من سيء لاسوء والمجتمع نحو الهاوية في ظل نظام يضيع معه الكلام حتى يتم الاستدراك في تربية جيل جديد يمتلك الحد الادنى من القيم والمباديء والاخلاق والثقافة.  لا العائلة اخذت دورها في التربية وهمها الوحيد اسكات الاطفال بموبايل وغيره حتى لا ينزعج الكبار او اضعف الايمان اخراجه الى الشارع حتى ترتاح الجمجمة بعيدا عن تحمل المسؤولية وتنسى ان الطفل يلتقط من الشارع كل ما يمر على مسامعه وان الصاحب ساحب كما يقال وان الطفل بيئة خصبة لكل ما يزرع فيه من خير او شر ناهيك عن الكبار الذين يتربون في المقاهي على انفاس السموم والنراگيل عدا الكلام المسموم الذي لا تقيده قيود .  ولا المدرسة تزرع قيــم الاخلاق الفاضلة وتعلم الـــصح والخطا وحب الاخرين وحب والوطن ودروس تقويم النفس والتصرفات والطباع والمهم اكمال المنهج الدراسي على حساب المنــهج الاخلاقي لاســقاط فرض وهو خلل في سستم التعليم لا يتحمله المعلم المسكين الذي يقاتل وحده في حلبة ملغمة .  اما المساجد فلا ارى انها اخذت الدور المرسوم لها واخذت تهتم بامور جانبية بعيدا عن تعليم القران الكريم الذي هو خريطة يسترشد بها التائهون ودون الانتباه الى ما جاء به من اسلوب حياة وتعاملات واخلاقيات وتهذيب نفوس ودون التركيز على العمل بما جاء به القران.  واذا ما تحدثنا عن المساجد ومن يرتقي بعض المنابر ونركز على كلمة «بعض» لاننا نتحدث بالعموم لا الخصوص فالفتق كبير والرقعة صغيرة، مع علمنا ان مساجدنا فقيرة رغم الميزانيات الانفجارية للاوقاف على مبدأ (اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون) وعلمنا ان هناك من المشايخ من لا يدخر جهدا ويقدم كل وقته لاصلاح البلاد والعباد من الشباب والاطفال والنساء حتى جعلوا المساجد بيئة جاذبة بفضل الله  .

المسؤولية تكاملية ولا نستثني انفسنا من التقصير ولابد للثلاثي المذكور آنفا ان يتحدوا في انشاء جيل جديد يرسم ملامح مستقبل افضل والعمل سويا للخروج من عنق الزجاجة !