اهمال وتشويه لمؤسسة تربوية
لينا ياقو يوخنا
اثناء زيارتي لإحدى المؤسسات التربوية من اجل إنهاء معاملة خاصة بي, شاهدت انتشار النفايات والانقاض في محيطها بشكل كبير و بعض الأوساخ في باحتها, ولولا اللافتة التي تدل على كونها مؤسسة من اهم مؤسسات الدولة لقلت ان الموقع هو مكب للنفايات التي ترميها العوائل القريبة من المكان عدا عن انقاض بناء ربما تعود لبيت او محل تم هدمه في تلك المنطقة, فموقعها وما يحيطها يشوَّه منظرها.
ان رمي الناس للنفايات في الأماكن غير المخصصة لها من الظواهر السلبية في العراق والمنتشرة بكثرة في اماكن عدة منها ما يمثل واجهة البلد وإحدى الدوائر التابعة لوزارة التربية ذات الخصوصية ليست فقط في تقديم العلوم المعرفية بل في تربية وبناء شخصية الفرد العراقي وواحدة من مبادئ هذه التربية هي تعليم التلاميذ والطلبة على اهمية النظافة في كل مكان سواء في الشارع او المدرسة او الدوائر الرسمية كونها ممتلكات عامة يجب الحفاظ عليها فهي انعكاس لمظهر التقدم الحضاري لأي بلد ومقياس ثقافة مواطنيه وشعورهم العميق بالانتماء للأرض التي ولدوا وعاشوا ولا يزالوا فيها. لكن اذا كان العاملين في المؤسسة نفسها غير مكترثين لوجود الأوساخ فيها وبجانبها ويرون هذا المنظر يومياً اثناء دوامهم دون اتخاذ الإجراء للتخلص منها, كيف يمكن الاعتماد عليهم واسناد لهم مسؤولية تربية الاجيال على حب الوطن والحفاظ عليه. لكن عدم اهتمام الناس بنظافة الاماكن العامة احد اسبابه يرجع لضعف آداء اغلبية العاملين في المؤسسة لدورهم التربوي كونهم غير متخصصين بهذا المجال او لم ينالوا وظيفتهم باستحقاق كما هو الحال في بقية الوزارات حيث للمحسوبية والوساطة دَور في تعيين اشخاص غير مؤهلين للمهنة او ان معايير قبول العاملين في هذه المؤسسة تعتمد على الشهادة فقط دون وجود شروط تحدد على اساسها تعيين الشخص المناسب من عدمه لذا يجب ان تكون هناك ضوابط خاصة بمواصفات المدرسين والإداريين وان تكون ملزمة على جميع المتقدمين للعمل في السلك التربوي والاهم من ذلك يجب تربية و تأهيل الكوادر التربوية على المواطنة اثناء فترة دراستهم الأولية في الكليات ذات الصلة كي يصبحوا قدوة لتلامذتهم ولمجتمعهم حتى لا يرموا النفايات عشوائياً وان يزرعوا بداخلهم حب الانتماء للبلد كي يشعروا بأن كل مؤسسة وشارع واي مكان يقع ضمن حدود العراق هو بيتهم ومُلكهم وللأجيال اللاحقة وواجب مقدس على كل مواطن الالتزام به.