وماذا عن القوافي السياسيّة ؟
حسين الصدر
-1-
ليست قوافي الشعر كلها رثاءً أو مديحاً او غَزَلاً ...
انّ قوافي الشعر واكبت الحياةَ بشتى مناحيها ، وعكستْ ما رأت كما تعكس المرآة الصور التي تراها .
-2-
وحين عُيّن احمد الخصيب وزيراً للمنتصر وللمستعين ، كان يحتد على مَنْ يراجعُهُ، كما كان يُخرجُ رِجْلَه مِنْ الرِكاب فيرفس مَنْ يراجعه ، فقال فيه القائل :
قُلْ للخليفةِ يا بنَ عمِ محمدٍ
أشْكِلْ وزيرَكَ إنّه محلولُ
فلسانُه قد جال في أعراضنا
والرِجْلُ مِنْهُ في الصدور تَجولُ
والبيتان لخصا أزمة سياسية واخلاقية وإنسانية كانت تعيشها البلاد
أما قائل هذين البيتين فهو احمد بن أبي طاهر الكاتب .
راجع تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام
ج 20 ص 27
-3 –
وقال المعتمد يصف حاله :
أليس من العجائب أنّ مِثْلي
يرى ما قلّ ممتنِعا عليه
وتُؤكل باسمه الدنيا جميعاً
وما مِنْ ذاك شيء في يديهِ
لقد رسم ( المعتمد ) العباسيّ بهذين البيتين صورة واضحة المعالم لما كان عليه من ضيق وحصار ، فهو معدودٌ في أصحاب المناصب العليا الذين لا يملكون من أمرهم شيئا ..!!
-4–
وقد سبق أنْ وُصِفَ قبله أحد ملوك بني العباس بالقول :
خليفةٌ في قَفَصٍ
بَيْنَ وَصِيفٍ وبُغا
يقول ما قالا له
كما تَقُولُ البَبَغا
-5-
وقال كاتب السطور موضحا عمق المصيبة بالطاغية المقبور صاحب المقابر الجماعية، والآمر بالجرائم المبتكرة التي جعلت الانسان أرخص السلع في سوق استبداده وطغيانه :
( صدّامُ ) للاسلام ينسب نَفْسَهُ
واللهُ يَبْرءُ منهُ والاسلامُ
إنْ قيلَ مَنْ أشقى البريةِ كُلِّها
لَأَحَبْتُهم : أشقى الورى ( صدّامُ )
-6 -
اننا نؤكد على ضرورة كشف الجرائم والمظالم التي باء بها النظام القمعي البائد ورئيسه الذي لم يكن يتلذذ بشيء غير الدماء ، ونحن نرى اليوم مَنْ يكثر الحنين اليه ، ويصف أيامه بغير ما كانت عليه ..
فمن يغض النظر عن جريمة اختطاف المرأة من زوجها واقتـــــــيادها الى الطائش العابث عدّي نجل ( القائد الضرورة ) ما هو الاّ أحد المسوخ ...
ويكفــــــــــــيه هذا عاراً في الدنيا وناراً في الآخرة .