الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عتب على (الزمان)

بواسطة azzaman

عتب على (الزمان)

محمد علي شاحوذ

 

مع تخطي أعداد صحيفة الزمان حاجز ال (8000) في مسيرتها الطويلة والمهمة,  لابد لي أن ابارك هذا الانجاز, وإن كنت قد تأخرت في تناول الموضوع, غير أن لي رأيا آخر يختلف عما كتبه الاغلبية بهذه المناسبة, وقد يبدو رأيي غريبا بعض الشئ, ومع أن الجريدة التي تتربع على عرش الصحف اليومية, والنشر في صفحاتها يمثل أمل أغلب الكتاب غير انها كانت سببا ومن دون قصدها طبعا في تعرضي للمضايقات, فالجريدة التي تأثرنا كثيرا بطروحات مفكريها وكتابها المميزين والذين تسببوا في زيادة ادراكي ووعي للأمور حتى ظهر ذلك جليا في كتاباتي مما ازعج الكثير من العناوين الظلامية والمتخلفة والتي ناصبتني العداء مستغلة مراكزها للوصول الى غاياتها الدنيئة, وقد مررت بأوقات عصيبة تعرضت فيها  للتشويه والمساومات الرخيصة بسبب عمودي الساخر الذي تنشره الزمان, ولما كنت بأمس الحاجة الى دعم الاخرين ومساندتهم من أجل المقاومة و الاستمرار, غير أنني لم اجدها الا من صحيفة الزمان وأعمدتها الرئيسة وكتابها, فهي التي احتوتني و منحتني كل أنواع الدعم, ووفرت لي كل المساحة التي استحقها , وقدم لي رئيس تحريرها كل ما من شأنه البقاء وعدم الاستسلام ورفع الراية البيضاء, ومع أنني ما زلت بكامل قواي العقلية في مجتمع يقدس التعصب والخرافة والتطرف, غير أنني لا ألوم الظروف ولا قوى الظلام ولا أعتب على جموع الحمقى والاغبياء الذين ملئوا الساحات والشوارع ومسكوا زمام المقدرات, بل أضع اللوم على الجاحظ  والمعري وعلي الوردي وبودلير مثلما ألوم أحمد عبد المجيد, وكاظم المقدادي, وهاشم حسن وزيد الحلي, وعلي السوداني, وفاتح عبد السلام, وعدنان ابو زيد, وغيرهم من كتاب وادباء صحيفة الزمان والذين تسببوا لي بجرعات عالية من الفكر والاستيعاب والدراية حتى صرت مفرطا في الوعي والذي هو أخطر من الافراط بالمخدرات كما يقول الكاتب (فرانز كافكا), وقد تأخرت حتى أدركت أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، وأن علينا أن لا نأخذه على محمل الجد, كما يقول الكاتب (ميلان كونديرا ), بل وأصبحت على يقين بأنني كائن غريب في مجتمع بائس ما زال يصنف المفكر والكاتب على أنه طحلب احادي الخلية له نواة بدائية, و يتشكل تلقائيا ويتكاثر لا جنسيا كما هو الحال في السرخسيات !!.

سامح الله كُتاب الزمان ومفكريها لو كانوا تركونا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ دون ان نفهم الكثير!.

مبارك للزمان مجددا نفسها الطويل واتمنى ان لا ينقطع أبدا .

 

 

 


مشاهدات 54
الكاتب محمد علي شاحوذ
أضيف 2024/10/15 - 4:03 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 3:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 62 الشهر 6449 الكلي 10036172
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير