باحث يحيط البرلمان بإستراتيجية إنقاذ بغداد من تلوّث الهواء

خبير يرجّح زوال رائحة الكبريت مع إنتهاء الإنقلاب الحراري

بغداد -  قصي منذر

رجح الخبير بيئي وجيولوجي، انتهاء رائحة الكبريت في الأجواء مع زوال فترة الانقلاب الحراري الحالية.

وأوضح الخبير أحمد صالح نعمة في تصريح أمس أن (هذه الفترة التي تقع بين الخريف والشتاء، تشهد تمركز الانبعاثات الغازية بالقرب من سطح الأرض بسبب عدم صعودها إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى استنشاق المواطنين لهذه الغازات الضارة)، وتابع ان (الرائحة ستزول بعد انتهاء هذه المدة)، ولفت الى ان (هذه الغازات تشكل خطرًا كبيرًا على الجهاز التنفسي وعلى النظام البيئي بشكل عام)، مؤكدا ان (التلوث لا يقتصر على انبعاثات الكبريت، بل يشمل عدة غازات أخرى ناتجة عن استخدام الوقود عالي الكبريت والوقود السيء).

تأثيرات سلبية

وأشار الى ان (مصادر مثل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في بغداد ومصفاة الدورة، بالإضافة إلى المصاهر غير المرخصة ومعامل أخرى)، محذراً من (التأثيرات السلبية لهذه الغازات على المدى الطويل)، مشدداً على (ضرورة التخلص منها لتجنب أضرار مستقبلية).

وأكدت احاطة بحثية مقدمة لمجلس النواب، ان الوضع البيئي المتعلق بتلوث الهواء في بغداد أصبح مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة. وقال الباحث بهاء عيسى ياس في احاطته البحثية التي قدمها الى مركز البحوث في مجلس النواب واطلعت عليها (الزمان) امس ان (بغداد تعد واحدة من أكثر المدن تعرضا للتلوث في العالم، متفوقة على لاهور والقاهرة ودلهي، مما يثير المخاوف بشأن مصادر هذا التلوث وتداعياته على الصحة العامة والبيئة).

وأضاف انه (بناء على تصنيف المدن العربية في تقرير الجودة العالمية للهواء لعام 2022، جاءت مدينة بغداد في المرتبة الأولى عربيا والثالثة عشرة عالميا بين المدن الأكثر تلوثا، وتعتبر جزءا من الفئة القصوى فيما يتعلق بتلوث الهواء، حيث سجل متوسط تلوث يبلغ 86.7 ميكروغرام لكل متر مكعب، وهذا يتجاوز أكثر من عشرة أضعاف القواعد الإرشادية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وما تشهده العاصمة مؤخرا من تصاعد كبير وملحوظ في انتشار رائحة الكبريت والتي ستدق ناقوس خطر صحي وبيئي مخيف يفاقم هذه المشكلة، حيث تنتشر هذه الرائحة بشكل متكرر)

وتابع ان ( مصادر هذا التلوث تشمل الانبعاثات الصناعية وعوادم المركبات واحتراق النفايات مع غياب نظام فعال لإدارتها في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية سامة مثل الديوكسينات والفيورانات، إلى جانب الكبريتات والملوثات العضوية وعدم وجود رقابة صارمة على هذه المصانع يجعل الانبعاثات تزداد دون رقابة حقيقية).

مواقع الطمر

مؤكدا ان (الطمر الصحي الذي يفتقر لكل المعايير من خلال الاف الاطنان من القمامة والنفايات التي تحرق في اماكن غير نظامية ، فضلا عن مواقع الطمر غير الحاصلة على الموافقات البيئية ، التي يبلغ عددها 18 موقعا في بغداد واطرافها، وكذلك المصانع القريبة من المناطق السكنية التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري وهذا يجعلها مصدرًا رئيسا لانبعاث الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين).

ولفت الى ان (معظم محطات توليد الطاقة في العراق تعتمد على الوقود الثقيل الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وعند احتراقه ينتج كميات كبيرة من الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكبريت الذي يتسبب في تلوث الهواء بشكل كبير)، وشدد على القول ان (الازدحامات المرورية هي الاخرى تسهم بشكل كبير في زيادة رصيد الملوثات، اذ ان معظم المركبات المستخدمة قديمة وتفتقر إلى تقنيات الحد من الانبعاثات، وهذه العوادم تعتبر من المصادر الرئيسة لتلوث الهواء في المدينة، ولاسيما انها تطلق كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة التي تؤثر بشكل كبير على جودة الهواء). مقترحا (تشجيع الاستثمارات الخاصة بالتكنولوجيا النظيفة، وتنفيذ تعليمات بيئية صارمة لضمان سلامة البيئة وصحة، والتحرك السريع لتطبيق إجراءات حازمة للحد من الانبعاثات وتنظيم النشاطات الصناعية، إضافة الى التنسيق مع وزارة الزراعة للقيام بحملة تشجير كإجراء طموح للتخفيف من آثار التلوث واستعادة الصفاء البيئي الذي تفتقده العاصمة منذ سنوات)،

داعيا الى (إنشاء معامل لتدوير النفايات في كافة المحافظات وفق المواصــــفات والمعايير العالمية، والزام المصانـــــــع بمعالجة مخلفاتها البيئـــــــــــــية واعادة توزيعها في اماكن بعيــــــدة عن التواجد السكاني مع استخدام التقنيات الحديثة والصديقة للبيئة فيها).

وأشار الى (أهمية تشجيع استخدام المركبات الصديقة أو التي تعمل بالغاز الطبيعي).