الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عام على حرب غزة.. هل حققت إسرائيل أهدافها ؟

بواسطة azzaman

عام على حرب غزة.. هل حققت إسرائيل أهدافها ؟

سامي الزبيدي

 

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لانطلاق شرارة حرب غزة حيث نجحت المقاومة الفلسطينية ممثلة بحماس وبعض الفصائل المسلحة الفلسطينية الأخرى من القيام بهجوم مباغت على قوات العدو في غلاف غزة بعد ان تمكنت من اجتياز الحواجز الأمنية العديدة للقوات الصهيونية  كالحاجز السلكي والساتر الترابي وأبراج المراقبة وكاميرات المراقبة والرادارات وبهجمات برية وجوية وبحرية أربكت القوات الإسرائيلية  وكبدتها خسائر كبيرة حيث قتل المهاجمون الفلسطينيون أعدادً كبيرة من جنود العدو وضباطه بينهم قادة كبار كما تمكنوا من اسر العديد منهم ومن المدنيين المتواجدين في المستوطنات القريبة ودمروا أعداداً من دباباته والياته وعادوا الى قواعدهم  بعد تنفيذ هذه العملية الجريئة والمباغتة التي فندت نظرية الجيش الذي لا يهزم وجعلت العدو الإسرائيلي في حيرة من أمره , وبعد هذه العملية بدأ العدو الصهيوني في تحشيد قواته والقيام بهجوم  بري وجوي وبحري كبير على غزة مستهدفا كل البنى التحتية وفي المقدمة منها مساكن المواطنين والعمارات السكنية والمباني الحكومية والمدارس والمساجد ومحطات الكهرباء والماء والصرف الصحي وتجريف الطرق والمزارع في عدوان وحشي همجي ومجازر لا توصف ارتكبها بحق المدنيين الأبرياء متوهما انه بهذه الجرائم سيتمكن من إخضاع حماس وإجبارها على الاستسلام خلال أسبوع أو أسابيع حسب تقديراته الأولية الخاطئة .

اطلاق صواريخ

إلا انه تفاجئ مرة أخرى بصمود المقاومة الفلسطينية التي كبدت قواته مزيداً من الخسائر بجنوده وضباطه وفي المعدات والدبابات مع استمرارها في إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية التي هجرها ساكنيها هرباً من القصف الفلسطيني وطال قصف حماس حتى مدنه الرئيسية كحيفا وتل أبيب وإزاء هذه المقاومة الشرسة من  المقاتلين الفلسطينيين راح العدو يرتكب المجازر الكبرى بحق المدنيين الأبرياء بقصف مساكنهم ومدارس الاونوروا التابعة للأمم المتحدة التي لجئوا إليها والمناطق التي نزحوا إليها بقصف جوي عنيف أوقع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء ولم تسلم من قصف العدو حتى المستشفيات وعجلات الإسعاف والطواقم الطبية وعمال الإغاثة والمسعفين وإمعاناً  في جرائمه  قام بفرض الحصار على سكان غزة بمنع دخول المساعدات الإنسانية إليهم وغلق ودمر المعابر الحدودية وأهمها معبر رفح التي استخدمتها المنظمات الدولية وغيرها لإدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية كالغذاء والماء للمدنيين والأدوية للمستشفيات التي قطع الكهرباء عنها وأوقف تزويدها بالوقود لتشغيل أجهزة الإنارة فيها وقد هاجم أكثر من مستشفى ودمر تجهيزاتها بذريعة وجود مقاتلين فلسطينيين فيها واستمر العدو الصهيوني في ارتكاب مزيدا من الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين سواء في غزة والضفة الغربية متجاوزا كل نداءات المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدواية ونداءات المجتمع الدولي التي طالبت بوقف الحرب في غزة رغم ان هذه المجازر التي وصفت بنها جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية أوقعت بالسكان المدنيين خسائر كبيرة جدا  حيث تسببت بقتل (42) ألف فلسطيني وجرحت أكثر من (96) ألفاً منهم ونزوح أكثر من مليون ونصف مليون بسبب تدمير مدنهم ومنازلهم ناهيك عن تدمير أكثر من (90 بالمئة) من البنى التحتية والمباني السكنية في المدنية مستخدما احدث وسائل القصف والقتل والتدمير من الطائرات الأمريكية والقنابل التي تزن 2000 رطل والمدفعية والدبابات وقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دولياً ورغم كل هذه الخسائر بقي الكيان الصهيوني لم يستمع لنداءات الأمم المتحدة واغلب دول العالم والمنظمات الدولية والإنسانية التي طالبته بوقف حربه القذرة مستمرا في ارتكاب جرائمه ومجازره دون ان يردعه رادع قانوني أو دولي أو إنساني ودون ان يتعرض لحساب أو عقوبات على جرائمه ومجازره لان أمريكا والدول الغربية تقف الى جانبه وتقدم له الأسلحة والمعدات والأموال والدعم السياسي في المحافل الدولية ليستمر في هذه المجازر والجرائم الكبرى , وبعد عام على حرب العدو الصهيوني الهمجي على غزة  يبرز السؤال المهم هل تمكن نتانياهو من تحقيق أهدافه التي أعلن أكثر من مرة انه سيحققها ويحقق النصر النهائي في هذه الحرب التي استخدم فيها كل قواته البرية والجوية والبحرية وكل إمكانياته الالكترونية  والفنية الحديثة واستخباراته المتطورة ومعها إمكانيات أمريكا التي باشرت بتزويده بالأسلحة والذخائر والمعلومات منذ اليوم الأول لعداونه عبر جسرين جوي وبحري يضاف إليها مساعدات بريطانيا وفرنسا وألمانيا اغلب الدول الأوربية وتزويده كذلك بالأموال الكبيرة ليستمر في حربه وجرائمه وتنفذ اقتصاده المنهار ناهيك عن الدعم السياسي  في المحافل الدولية خصوصا مجلس الأمن حيث استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو أربع مرات ضد قرارات مجلس الأمن التي دعت لوقف الحرب لكي يستمر العدو الصهيوني في جرائمه ومجازره بحق الفلسطينيين , وبعد كل هذه الجرائم والمجازر الوحشية التي لا مثيل لها وبعد كل الدعم الأمريكي بل الشراكة الأمريكية في العدوان وبعد الدعم الغربي الكبير للكيان الصهيوني فهل حقق الكيان الصهيوني وحكومة نتانياهو المتطرفة  أهدافهم من هذه الحرب والأسئلة التالية وإجاباتها توضح ذلك                                                                                                                     1. هل تمكن نتانياهو وحكومته من القضاء على حماس وعلى مقاتليها وعلى قدراتها القتالية خصوصا صواريخها وعبواتها وهاوناتها ؟ الجواب كلا فمقاومة حماس ومن معها للعدو مستمرة رغم التفوق الجوي والبري والالكتروني والتسليحي والعددي والفني والإداري لجيش الكيان الصهيوني على أبطال المقاومة ورغم مرور عام كامل على الحرب .                                                                                           2. هل تمكن العدو الصهيوني لحد الآن من تحقيق النصر على المقاومة الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة الغربية  رغم آلة الحرب المدمرة ورغم الجرائم والمجازر الكبرى  ورغم الحصار والتجويع الذي استخدمه الكيان الصهيوني كسلاح  آخر في الحرب ورغم  والاعتقالات والإعدامات الوحشية للفلسطينيين ؟

والجواب كلا فانتصار نتانياهو بعيد المنال .   

4. وهل تمكن العدو من تدمير كل أنفاق حماس رغم إمكانياته الالكترونية وأقماره الاصطناعية التي لها إمكانية التصوير تحت الأرض وطائرات استطلاعه المتطورة ورغم المساعدات الأمريكية في هذا الجانب والجوانب التسليحية الأخرى؟ والجواب كلا  فمقاتلي حماس لا زالوا يتحصنون في العديد من الأنفاق ويهاجمون العدو منها ويعودون إليها .                    

قصف جوي

5. وهل تمكن نتانياهو وأركان حكومته من تحرير الرهائن الإسرائيليين لدى حماس رغم انه وعد بذلك أكثر من مرة؟ والجواب كلا بل على العكس هو قتل أعداداً منهم نتيجة قصفه الجوي والمدفعي المكثف على غزة ولا زال أكثر من مائتي رهينة إسرائيلي لدى حماس لم يعرف العدو الصهيوني حتى مكانهم.                                                                إذن هذه كانت أهم أهداف حرب نتانياهو في غزة ولم يحققها رغم مرور عام من استخدامه المفرط للقوة وارتكابه افضع الجرائم والمجازر الوحشية بحق سكان غزة خصوصا الأطفال والنساء متجاوزا كل قوانين الحروب والقوانين الدولية والإنسانية لكنه حقق جرائم حرب وإبادة جماعية لأبناء غزة وارتكب  جرائم ومجازر لم يرتكبها النازيون ولا التتار ولا غيرهم ولو كانت هنالك عدالة دولية وهيئة أمم متحدة  ومجلس أمنها غير خاضعة للأمريكان ولو كان هناك  وموقف دولي حقيقي يناصر المظلومين والمحتلة مدنهم ودولهم بالقوة ويعاقب المعتدين والمجرمين بحق الشعوب المستضعفة لتم معاقبة نتانياهو وأركان حكومته المتطرفة على جرائمهم ومجازرهم الوحشية في غزة والتي أضافوا إليها مجازر وجرائم وحشية جديدة في لبنان .


مشاهدات 71
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2024/10/14 - 3:52 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 9:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 206 الشهر 6593 الكلي 10036316
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير