الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى‭ ‬تنتهي‭ ‬الحرب؟

بواسطة azzaman

متى‭ ‬تنتهي‭ ‬الحرب؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭

 

حروب‭ ‬المنطقة‭ ‬الملتهبة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬خاطفة‭ ‬وذات‭ ‬عناوين‭ ‬عربية‭ ‬عريضة‭ ‬توصف‭ ‬في‭ ‬الاعلام‭ ‬العالمي‭ ‬بالصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي؛،‭ ‬فهذا‭ ‬المصطلح‭ ‬غاب‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬فعلياً،‭ ‬ولعل‭ ‬العنوان‭ ‬المشتعل‭ ‬الثاني،‭ ‬الصراع‭ ‬“الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي”‭ ‬بات‭ ‬منحسرا‭ ‬في‭ ‬أنطقة‭ ‬محددة،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬هل‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬العنوان‭ ‬الثالث‭ ‬الجديد‭ ‬،‭ ‬الملتهب‭ ‬مؤخراً‭  ‬وهو‭ ‬الصراع‭ ‬“الإيراني‭ ‬الإسرائيلي”،‭ ‬أم‭ ‬انّه‭ ‬مرحلي‭ ‬مرتبط‭ ‬بالملفات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الدولية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العالقة‭ ‬والتسويات‭ ‬الأعمق؟

هناك‭ ‬سؤال‭ ‬يردده‭ ‬النازحون‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬والذين‭ ‬باتوا‭ ‬مشرّدين‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬لبنانية‭ ‬وبعضهم‭ ‬غادر‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬وهذا‭ ‬السؤال‭ ‬ينطلق‭ ‬عفو‭ ‬الخواطر‭ ‬الجريحة‭ ‬من‭ ‬أفواههم‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬جحيم‭ ‬التشريد‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المرعب‭ ‬والمُتسع‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬سؤال‭ ‬مَن‭ ‬يريد‭ ‬التعلّق‭ ‬بقشة‭ ‬للخلاص‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬قاس‭ ‬مع‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬السؤال‭ ‬يقول‭: ‬متى‭ ‬ستنتهي‭ ‬هذه‭ ‬الحرب؟

ويبدو‭ ‬انّ‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والدول‭ ‬المعنية‭ ‬بالشأن‭ ‬اللبناني‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬والعالم‭ ‬يتحركون‭ ‬هائمين‭ ‬على‭ ‬وجوههم‭ ‬أمام‭ ‬السؤال‭ ‬ذاته،‭ ‬والسبب‭ ‬هو‭ ‬انّ‭ ‬قرار‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬ايقافها‭ ‬مرتبط‭ ‬بآليات‭ ‬خارج‭ ‬النطاق‭ ‬اللبناني،‭ ‬وهذا‭ ‬‮«‬‭ ‬الخارج‮»‬‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬وله‭ ‬مصالح‭ ‬شتى‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ومساراتها‭.‬

حرب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬كلفة‭ ‬مضادة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬التعاطف‭ ‬القديم‭ ‬والواسع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬بات‭ ‬واضحا‭ ‬انّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬تقف‭ ‬بكل‭ ‬قوتها‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬لمنع‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وهو‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬ضفة‭ ‬السلام‭. ‬غير‭ ‬انّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬تبدو‭ ‬مرتاحة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الضغط‭  ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬العالمي‭ ‬إزاء‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬فهي‭ ‬تسوّق‭ ‬انها‭ ‬لا‭ ‬تستهدف‭ ‬لبنان‭ ‬وانما‭ ‬المستهدف‭ ‬هو‭ ‬تنظيم‭ ‬محدد‭ ‬بإدارة‭ ‬وتمويل‭ ‬من‭ ‬ايران‭ ‬يخطط‭ ‬لإيذاء‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والقضية‭ ‬اللبنانية‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬ستحتاج‭ ‬الى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لتكون‭ ‬بمستوى‭ ‬الاقناع‭ ‬الذي‭ ‬تحمله‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ذات‭ ‬“القدسية‭ ‬الدينية”‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭.‬

العالم‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬مقاتلون‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬اعلاماً‭ ‬مكتوباً‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬ياحسين”‭ ‬و‮»‬يازينب”‭ ‬و‮»‬يازهراء”‭ ‬ويشنون‭ ‬هجماتهم‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭. ‬هذه‭ ‬السردية‭ ‬السياسية‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الاستيعاب‭ ‬الدولي‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لدى‭ ‬النُخب‭.‬

من‭ ‬هنا،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الدولي‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬اجبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭. ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬متى‭ ‬ستنتهي‭ ‬الحرب؟

‭ ‬

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 105
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭
أضيف 2024/10/15 - 3:34 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 12:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 263 الشهر 6650 الكلي 10036373
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير