الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بين التوحّد والإدماج قطر ندى

بواسطة azzaman

بين التوحّد والإدماج قطر ندى

إيناس البدران

 

لوحظ مؤخرا ازدياد عدد الاطفال الذين يعانون من التوحّد او اضطراب طيف التوحّد ASP وهو اضطراب عصبي نمطي شائع يشمل نفس الفئة المصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وصعوبات التعلم وغيرها من الاضطرابات التطورية ،وليس من الواضح ما اذا كان هذا بسبب الزيادة الفعلية لحالات التوحد او لنسب الرصد والابلاغ نتيجة لانتشار الوعي عند الاهل. تذكر كتب التاريخ ان اول من رصد هذه الحالة هم العراقيون القدماء اذ اشاروا في الواحهم الطينية الى «اطفال يرفضون عناق امهاتهم «تظهر علامات اضطراب طيف التوحد على الطفل بمرحلة مبكرة متمثلة في قلة الاتصال بالعين ،عدم الاستجابة لاسمه،وفي الانطوائية واحيانا العدوانية،وقد يفقد الطفل مهاراته اللغوية التي اكتسبها بالفعل،وعادة ما تظهر هذه العلامات عند عمر السنتين اذ يبدي الطفل احيانا صعوبة في التعلّم فيبدو اقل ذكاء واحيانا يحدث العكس اذ يظهر ارتفاعا في مستوى الذكاء ولكن مع مشاكل في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية ،ما يعرضهم للاساءة والتنمّر ،كما يمكن ان تزداد هذه المشاكل السلوكية والانفعالية سوءا في فترة المراهقة .الخبر السار وسط هذه الدوامة المؤلمة والمحبطة هو ان الاطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يمكن ان تتحسن حالتهم وحياتهم مع التشخيص المبكر والمتابعة وحينها يظهرون سلوكا اضطرابيا اقل ويمكن لبعض المصابين والذين يعانون اعراضا اقل شدة ان يعيشوا حياة طبيعية او شبه طبيعية .يرى العلماء انه لايوجد سبب محدد للاصابة باضطراب طيف التوحد اذ من المحتمل ان تكون هنالك عدة اسباب قد يلعب العامل الوراثي والبيئة دورا فيها «كالعدوى الفيروسية او الادوية او المضاعفات اثناء الحمل،او ملوثات الهواء او الولادة المبكرة»وقد تعجّل بعض الاطعمة المصنعة خاصة واستخدام المحمول لساعات في سن مبكرة بظهور الاعراض وتفاقمها.ويبدو انه لاتوجد وسيلة حاليا لمنع اضطراب طيف التوحد ولكن هنالك خيارات للعلاج ،ويعد التشخيص المبكر مفيدا للغاية اضافة الى اختيار المدرسة والكادر التربوي المتخصص ،فكلها امور وعوامل حيوية في هذه المرحلة تعمل على تحسين السلوك لدى الاطفال وكذلك المهارات وتطوير اللغة وتحسين القدرة على اللفظ والتركيز اضافة الى اكتساب المهارات الحياتية والاجتماعية .تعرفت مؤخرا الى احدى المربيات الفاضلات المخضرمات في السلك التربوي الست وداد التي تدير بنجاح مدرسة اهلية وهي حرصت على انتداب معلمة الست شيماء التي كرست سنوات طويلة من عمرها لدراسة التوحد وكيفية التعامل مع الاطفال اذ تحرص على استلام الطفل في مرحلة مبكرة وتخصيص اضبارة لحالته ومراحل تطورها حتى ان بعض تلاميذها وصل الى الصف السادس الابتدائي بتفوق.وللعلم هنالك مديرية تابعة لوزارة التربية بإسم «مديرية التوحد والاعاقة «تعمل عبر لجنة مختصة لتحديد نوع الاعاقة للطفل وعادة ما يقبل هذا الطفل في اغلب المدارس الحكومية والاهلية .وقد لاحظت ان الست وداد خصصت ثلاثة صفوف لاطفال التوحد في بداية الامر ومن ثم ليتم دمجهم مع بقية الاطفال وهو مالفت نظري ودفعني للكتابة عن هذه التجربة القيّمة التي تستحق ان تكون مثالا يحتذى به في كل المدارس ولاسيما الاهلية التي يكون جلّ اهتمامها غالبا الربح المادي دون الالتفات الى تنمية وتحسين حالة اطفال طيف التوحد.

 

 

 

 


مشاهدات 114
الكاتب إيناس البدران
أضيف 2024/10/09 - 11:59 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 8:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 263 الشهر 6650 الكلي 10036373
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير