الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حلم بغداد المؤجّل

بواسطة azzaman

حلم بغداد المؤجّل

مرتضى كاظم الزيدي

 

مشروع مترو بغداد كان ولا يزال حلماً يراود كل بغدادي، حلماً يسعى إلى تحويل عاصمتنا الحبيبة من مدينة تختنق في زحامها اليومي إلى مدينة تنبض بالحياة والحركة العصرية. إنه مشروع يمثل الأمل في استعادة بغداد لمكانتها كعاصمة حضارية تحتضن تاريخها وتنفتح على المستقبل، مشروع طال انتظاره وتأخر كثيراً لأسباب قد تبدو غير منطقية ولا مبررة في مدينة تعاني من تراكم الأخطاء الإدارية وسوء التخطيط المزمن.

- تأخر مشروع مترو بغداد: أزمات الماضي وأمل المستقبل

مشروع مترو بغداد لم يكن يوماً فكرة حديثة، بل هو مشروع وُلد من رحم الحاجة منذ عقود. فكرة المترو ليست مجرد وسيلة نقل جديدة، بل هي حل جذري لمشاكل التنقل والازدحام المروري الذي يُكلف البغداديين ساعات طويلة من حياتهم يومياً.

الطموح الذي كان من الممكن أن يتحقق منذ زمن بعيد، تعثر في دهاليز البيروقراطية . مع كل حكومة جديدة، كانت الوعود تتجدد، والكلام يطول عن بدء العمل، لكن على أرض الواقع، لم يكن هناك سوى تأجيلات مستمرة ووعود لم يُكتب لها الوفاء .

- لماذا يجب أن نناضل من أجل مشروع المترو؟

مترو بغداد ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل هو خطوة ضرورية نحو تحسين حياة الملايين. نحتاجه لتقليل الزحام، لتقليل انبعاثات الكربون، ولجعل بغداد مدينة متحضرة تستحق العيش فيها. مدن كثيرة في العالم تشهد تجارب ناجحة لمشاريع المترو التي ساهمت في إحداث نقلات نوعية في حياة مواطنيها، وتوفر على الناس الجهد والمال. فكيف بنا نحن، والعاصمة تعاني من مشاكل تراكمت على مدى عقود طويلة؟

المترو يُمثل شرياناً حضارياً جديداً لمدينة أثقلها التخطيط العشوائي والبناء غير المدروس. إنه حاجة ملحة لحل أزمة النقل التي أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن البغدادي. ليس من المعقول أن نعيش في عاصمة تحتضن ما يزيد عن 10 ملايين نسمة بلا منظومة نقل حديثة تلبي احتياجاتها، في وقت أن هناك مدناً أخرى في العالم سبقتنا في هذا المجال منذ عشرات السنين.

-رسالة إلى المعنيين: متى سيتحقق الحلم؟

إننا نتطلع إلى اللحظة التي نرى فيها أولى عربات مترو بغداد وهي تشق طريقها بين شوارعنا، تحمل حلم أجيال بأكملها. إلى المسؤولين نقول:

إن الأجيال القادمة تستحق مدينة أفضل، وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية في تقديم ما هو أفضل لهذا الوطن. علينا أن نكون على قدر الطموح، وأن نكسر حلقة التأخير والتردد التي أضرت بمشاريعنا الوطنية الكبرى.

بغداد، حاضرة التاريخ وعاصمة السلام، تستحق أن تخرج من دائرة الأزمات، وأن ترتقي لتكون مدينة عصرية تجمع بين إرثها العظيم وحاضرها الواعد. متى سيتحقق الحلم؟ هذا السؤال يجب أن يُطرح بقوة وبإلحاح، لأن المستقبل لا ينتظر المترددين، وبغداد لا تستحق إلا الأفضل

 

 


مشاهدات 68
الكاتب مرتضى كاظم الزيدي
أضيف 2024/10/05 - 1:10 AM
آخر تحديث 2024/10/05 - 11:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 313 الشهر 2032 الكلي 10031755
الوقت الآن
السبت 2024/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير