الصافي وصفاء النفس
حسين الصدر
-1-
صفاء النفس وخلوها من العُقد والرواسب الذميمة والأمراض الأخلاقية هو بمثابة العملة النادرة .
-2-
انه يحتاج الى رياضة خاصة يروض بها الانسان نفسه للخروج من شرنقة حبّ الذات والعُجب وسائر الاعراض السلبية الأخرى .
-3 –
والشعراء يمتازون برهافة الحس ، وسرعة التأثر، ويرغب الشاعر في أنْ يكون المتفوق على غيره من الشعراء، واذا لم يكن كذلك جعل نفسه بافتراضات يصطنعها وينمقها انّه هو المقدّم الذي فاق القدامى ولا يلحق به القادمون .
-4-
غير أنّ الشاعر الكبير المرحوم السيد احمد الصافي النجفي لم يكن كذلك،
وكان صاحبَ إنصافٍ لا يمنعه من إعطاء ( إمارة الشعر ) لايليا أبي ماضي الشاعر المهجري المعروف (ت 1957 ) فاسمعه يقول :
سألتْنِيَ الشعراءُ أينَ أميرُها
فأجبتُ « إيليّا « بقولِ مُطلقِ
راجع ( أوراق وآفاق )ص 7 للباحث الموسوعي الأستاذ
محمد احمد معبر القحطاني
-5-
وشعر الصافي حافل بالروائع ومن ذلك قوله مخاطباً أحد مدّعي حُبّه :
أُحِبُّكَ لكنْ ما أراك تُحبُنِي
فكيف ادعّوا أنَّ القلوب شواهد ؟
-6-
ومن اشاراته الحلوة قوله :
يعترضُ العقلُ على صانعٍ
مِنْ بعضِ مصنوعاتِهِ العقلُ
انْ يعترضْ عَقْلٌ على رَبِّهِ
فذلكَ العقلُ هُوَ الجهلُ
-7-
وقوله :
اذا العلم لم يُصلح سريرةَ أَهْلِهِ
فما هو الاّ الجهلُ قد لبس الكتبا
( المصدر السابق ص 18 )
-8-
لقد عاش في الغربة عقوداً من الزمن ، وقد أصابته أواسط السبعينات من القرن الماضي رصاصة نُقل بسببها الى بغداد فقال :
يا عودةَ للدارِ ما أحلاها
أسمعُ بغدادَ ولا أراها
لانّ الرصاصة أفقدته بصره .
وقد خسر الشعر العربي برحيله واحداً من أكبر شعرائه الموهوبين .
لقد رحل عن الدنيا جَسَدُهُ أما شعره فقد بقي متداولاً بين الناس لنفاستِهِ وروعته .
Husseinalsadr2011@yahoo.com