الجسد مرآة النفس
سعد العطراني
الجسد مرآة تعكس ما يدور في أعماق النفس. فعلى مر العصور، ربط الإنسان بين الحالة النفسية والحالة الجسدية، مشيرًا إلى أن ما نشعر به في دواخلنا يظهر بوضوح على ملامحنا وحركاتنا وحتى حالتنا الصحية.
عندما نمر بتجربة عاطفية مؤلمة أو نعيش تحت ضغط نفسي مستمر، قد تظهر هذه الضغوط على شكل آلام جسدية، مثل الصداع أو آلام الظهر أو حتى اضطرابات الجهاز الهضمي. هذه الأعراض ليست سوى تعبير مادي عن الاضطراب النفسي الداخلي.
تتحدث الأبحاث الحديثة في علم النفس والجسد عن العلاقة الوثيقة بين الجانبين، مؤكدة أن العقل والنفس يمكن أن يكونا مصدرًا للكثير من الأعراض الجسدية التي لا تكون لها أسباب طبية واضحة. فعندما نتعرض لمواقف تثير القلق أو الخوف، يفرز الجسم هرمونات تسبب تسارع ضربات القلب وتوتر العضلات. ومع مرور الوقت، قد تتحول هذه التأثيرات المؤقتة إلى مشكلات صحية طويلة الأمد إذا لم تُعالج.
على الجانب الآخر، العناية بالصحة النفسية لا تؤثر فقط على الشعور بالسعادة، بل تساعد أيضًا في الحفاظ على الجسم بصحة جيدة.
من هنا، تأتي أهمية التعامل مع النفس بوعي والاهتمام بمشاعرنا الداخلية، إذ أن الاعتناء بالجانب النفسي ينعكس بشكل إيجابي على حالتنا الجسدية، والعكس صحيح. في النهاية، النفس والجسد وجهان لعملة واحدة، وإذا اهتممنا بأحدهما، تحسنت حالة الآخر تلقائيًا.
لذلك لا تهمل صحتك النفسية.