الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المرأة وقانون الأحوال الشخصية

بواسطة azzaman

المرأة وقانون الأحوال الشخصية

كريمة الربيعي

 

قد نكون امام انعطافة اجتماعية تأريخية ، تتعرض فيها المرأة الى هجمة شرسة ، وتهميش واقصاء اجتماعي ، في ظل قوانين مجحفة ، الهدف منها تعطيل دورها ، في صنع القرار السياسي ، وادارة عجلة البلد ، نحو النمو المجتمعي ، انطلاقاً من رؤية سلبية ، تعتبر ان المرأة ، لازالت تحت سطوة الجهل والامتهان ، وقد يعتقد القائمين على ادارة السلطة ، اننا لازلنا في عصر الجاهلية والجواري ، معتقدين بعدم اهليتها وضعفها  ، متناسين اننا في عصر التكنلوجيا ، والثورة العلموية ، والاتصالاتية والانترنيتية ، التي جمعت العالم تحت خيمة واحدة ، ورؤية واحدة  ، وان الانسان يعمل ويجتهد ، وينتج ويبدع ، بل يبني ويرسي اسساً ، وقواعداً من البناء الفوقي والتحتي ، بعيداً عن التفاهات العتيقة ، وزمن العبودية .

ولنا في قول الامام علي عليه السلام (لا تعلموا ابنائكم على عاداتكم ، فانهم مخلوقون ، لزمان غير زمانكم ) وحتى طببعة القوانين ، وسننها ، ومواضعها ، تتغير وفق التطور الزمكاني المتسارع ، وضعياً . فالانسان مجبل على صناعة القانون الوضعي ، الذي يكفل حقوق المواطنين والجمهور الواسع منها .وجلنا يعرف ان للقوانين قواعد مجتمعية ، تنظم حياة وعلاقة الافراد ، فيما بينهم من حيث صلة النسب ، والرحم ، والزواج ، وما ينشأ عنها من مصاهرة ، وولادة ، وحضانة ، وحقوق اخرى ، وواجبات متبادلة . فالزواج بعمر تسع سنوات ، والاستمتاع للحصول على النفقة ، وحرمان الفتاة من الارث ، والمراة من الحضانة ، هو مايتضمنه (قانون الاحوال الشخصية )المزمع تشريعه واقراره ، والذي يثير موجة من الشكوك ، والاستفهامات ، والاعتراضات ، والجدل ، بصل البعض منها للسخط والامتعاض .

عدم المساواة

ومافيه من السلبيات ، والسقطات ، اولها  ..عدم المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة ، فهو لايضمن للمراة ، حقوقها الكافية ، وهو ما يعزز التمييز بين الرجل واامرأة ، الاسرية والارثية ، وطغيان ذكورية الحقوق وهيمنتها ، في المجتمع القادم .

وفي القانون بعض الذي ياخذ على الاسرة ، ويعمل على التفكك الاسري .

ولابد من الاشارة الى ان فقرات القانون الجديد ، قد تتعارض مع مجموعة من التشريعات العامة ، والتقاليد الاجتماعية السائدة ، مما يسبب الدخول بصراعات ، ونزاعات اسرية واجتماعية . فالعراق بلد متعدد الطوائف ، والاديان ، والاجناس ، وقد لايلبي القانون الجديد ، حاجات الفئات المذكورة ، ويتعارض مع تقاليدها ، واساليبها الحياتية ، والاسرية ، ويستبعدها من الحصول على حقوقها الشرعية ، والقانونية ، وتثبيت هويتها العملية والوطنية ، ويكون لها دور اساسي في المجتمع ، مربية حقيقية ، في مجتمع يسوده العلم والعمل ، وصانعة للاجيال ، ومساهمة في تطور البلدان . فنحن بلد الحضارات من سومر ، واشور ، وبابل ، واينانا ، وعشتار ، يوم كانت المراة حاكمة وفارسه وشاعرة وحكيمة .خاضت الحروب مع الخائضين ، وكانت لها مكانة خاصة في بلاد مابين النهرين . واليوم انبرى لنا جمع لاستلاب حقوقنا ، وامتهان دورنا .والله تعالى هو من كرمنا  بقوله جل وعلا ( الجنة تحت اقدام الامهات )  واخر القول اجمله ، في ذكر بعضاً ، من رائدات العراق ..نزيهه الدليمي ، ونازك الملائكة .وروز خدوري ، وسافرة جميل حافظ ، وصبيحة الشيخ داود ، وزكية اسماعيل حقي ، ورباب عبد المحسن الكاظمي . واسماء اخريات طرزن خارطة الوطن باحرف من نور


مشاهدات 25
الكاتب كريمة الربيعي
أضيف 2024/09/14 - 1:51 AM
آخر تحديث 2024/09/14 - 8:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 365 الشهر 5629 الكلي 9994251
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير