ثقافة العداء والاستقطاب السياسي
حسين الاعرجي
يعاني الفرقاء السياسيين من سياسة إقصاء يمارسها كل الذين تولوا السلطة، وبنفس الوقت اكثر من يعاني من هذه السياسة بعد خروجهم من السلطة. والمشكلة ان لا عظة للتاريخ في فكرهم، تتبع اغلب الأحزاب السياسية في العراق هذه السياسة، لان السلطة ترفع سقف طموحاتها إلى درجة انها لن تقبل شريكا سياسيا آخر، وبالتالي تحاول خنق تلك القوى السياسية المنافسة من خلال أساليب متنوعة لن تنتهي عند مواقع في السلطة كبيرة كانت ام صغيرة. هذا النهج ليس جديداً، فقد أرسى قواعده حزب البعث الذي لم يكن اول من بدأ به وترك لآخرين مهمة إكمال المهمة. في الواقع، هذه السياسة ليست ممارسة فقط بل فكرة كامنة في المجتمع العراقي وليست مقتصرة على فئة معينة. انه دليلنا الواضح لانعدام قبول الاخر او الشريك ، انهم يحاولون تقليد الله تعالى في ان لاشريك له. لذا تحتاج البلاد إلى وعي سياسي جديد يعترف بأهمية التعددية والشراكة لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً. لاننا عشنا الدرس الأهم الذي مازال حيا في اذهان الناس ذلك الدرس هو صدام الذي ملك الحرث والنسل لكنه لم يمتثل لسنن التاريخ فكانت نهايته حفرة . لذا ارجو ان يترك الانسان فكرة انه محور الكون حتى لا نخلق دكتاتورا كل اربع سنوات.