وداعاً فنان الشعب .. رمز الأصالة البغدادية
أكرم عبدالرزاق المشهداني
جاءتنا الأخبار الأليمة من هولندا، بوفاة الفنان حمودي الحارثي في غربته، بإحدى مستشفياتها.. بعد وعكة مرضية، عن عمر ناهز (88) عاماً.
وداعا “عبوسي” الشخصية البغدادية البريئة..وداعا ابن كرخ بغداد والشواكة والكريمات محبوب الملايين.. وداعاً فنان الشعب ومحبوب الشعب
الفنان حمودي الحارثي الذي حفظته ذاكرة العراقيين من أيام الزمن الجميل، اشتُهر بدوره في مسلسل (تحت موس الحلاق) بدور “عبوسي” صانع الحلاق رفيق دربه المرحوم سليم البصري.وداعاً .. حمودي الحارثي ستبقى في ذاكرة العراقيين بفنك النبيل وشخصيتك المحبوبة وأسلوبك البسيط والتلقائي.
لم يكن (تحت موس الحلاق) مجرد مسلسل كوميدي بل كان (رسالة).. يترقبها الجمهور العراقي عبر التلفزيون كل أسبوع.. منذ أوائل الستينات.(تحت موس الحلاق) كان آخر صورة جماعية لبغداد الأصالة والنقاء.. بغداد بلا أشقياء…بغداد الطيبة بأهلها الطيبين وهم يضحكون للمرة الأخيرة لكنهم سيبكون بكل اللغات الهندي والإيراني والأمريكي وهذا أصعب البكاء …رحم الله كل من قال نعيماً للذي أضحكنا وأبكانا…رحم الله الماركة المسجلة للشخصية البغدادية الأصيلة المتميزة ببراءتها وجمال روحها ..فعلاً كانت حلقات تحت موسى الحلاق رسالةفهو اخر الكوميديا البغدادية الاصيلة.له الرحمة والذكر العطر ولروحه السلام، هو الفنان الذي لا يُنسى..سيبقى مرثية جميلة لكل اعوامنا الخضر أعوام الزمن الجميل الذي لم تبق منه الا ذكرياته.
رحم الله فنان الشعب حمودي الحارثي..