الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ذكرى تأسيس البارتي

بواسطة azzaman

ذكرى تأسيس البارتي

 

شيرزاد نايف

 

في رحاب الفكر السياسي العميق، يُبرز الحزب الديمقراطي اللكردستاني كرمز متقدم في صناعة الاستقرار والتقدم في العراق، مرسخاً قاعدة فلسفية تُجسد انسجاماً بين الأبعاد السياسية والثقافية والاقتصادية. تأسس الحزب في 16 آب سنة 1946  لتتزامن الصدف الدراماتيكية ميلاد الحزب بنفس اليوم مع ميلاد رئيسها الحالي السيد مسعود البارزاني في مدينة مهاباد الايرانية قبل 78 ربيعاً. تاسس (البارتي) بقيادة الملا مصطفى البارزاني، ليشكل محركاً دينامياً ليس فقط للكورد، بل للعراق ككل، بفضل رؤيته الاستراتيجية التي تتجاوز حدود المصلحة الإقليمية الضيقة إلى الفضاء الوطني الشامل.ففي خضم تحولات تاريخية معقدة، تجسد فلسفة الحزب الديمقراطي الكردستاني رؤية متكاملة للاستقرار السياسي كضرورة أساسية لنمو المجتمع. إذ ينظر الحزب إلى الاستقرار ليس بوصفه مجرد غياب النزاع، بل كعملية ديناميكية تتطلب التوازن بين القوى المتباينة وصياغة استراتيجيات من التفاهم المشترك. هنا، تتحقق الفلسفة السياسية للحزب عبر دمج التقاليد الثقافية مع المبادئ السياسية الحديثة، مما يعزز من استقرار الإقليم ويخلق تأثيراً موجهاً نحو تحقيق التماسك الوطني.

ولعل التعاون الذي أبداه قيادة الحزب مع الحكومة المركزية في بغداد يجسد تجسيداً فلسفياً للتفاعل البنّاء بين الأطراف المتباينة. فالصراع التاريخي والتوترات السياسية لم تمنع الحزب من الانفتاح على حوار استراتيجي يتسم بروح التفاهم والمرونة. هذه الفلسفة التفاوضية تدل على إدراك عميق بأن الوحدة الوطنية لا تتحقق بالإملاءات الأحادية، بل من خلال التفاهم المتبادل وتبادل المصلحة العليا، وهو ما يعزز من التماسك الوطني ويصنع توازناً بين السلطات المركزية والإقليمية.

استخدام التنمية

اقتصادياً، يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني نموذجاً متقدماً في استخدام التنمية كمحرك للاستقرار الوطني. استثماراته في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية لا تعبر فقط عن تطور إقليمي، بل تشكل تجسيداً لفلسفة تشمل الروابط الاقتصادية المتشابكة بين الأجزاء المختلفة للعراق. هنا، يُفهم النمو الاقتصادي كعلاقة تفاعلية تدعم الاستقرار الاجتماعي وتعزز من تحسين الظروف المعيشية على الصعيدين الإقليمي والوطني، مما يتيح للعراق تحقيق توازن اقتصادي شامل.وفي مجال الحفاظ على الهوية الثقافية، يضطلع الحزب بدور محوري في حماية وتعزيز الثقافة الكردية كعنصر من عناصر القوة الوطنية. هذه الرؤية تعكس فلسفة تعترف بقيمة التنوع الثقافي كقوة دافعة للتماسك الاجتماعي، مؤكدةً على أن الثقافة ليست مجرد عنصر تراثي، بل قوة دافعة للإبداع والتعاون ضمن السياق الوطني. عبر هذا النهج، يساهم الحزب في بناء مجتمع متعدد الجوانب يعزز من التفاهم والاحترام المتبادل بين كافة مكوناته.في النهاية، يعكس الحزب الديمقراطي الكردستاني رؤية فلسفية تتجاوز مجرد العمل السياسي لتجسد استراتيجيات متكاملة في الاستقرار والتنمية. من خلال التفاعل الثقافي والسياسي، والتعاون الاستراتيجي، والتطوير الاقتصادي، والحفاظ على الهوية الثقافية، يسهم الحزب في بناء نموذج يستشرف التوازن الوطني ويحقق التقدم المستدام في العراق، مؤكدًا بذلك أن الأبعاد السياسية والاجتماعية يمكن أن تتكامل لتصنع واقعاً يعكس عمق الرؤية وتطلعات الأجيال القادمة.

 


مشاهدات 98
الكاتب شيرزاد نايف
أضيف 2024/08/18 - 5:46 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 1:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 9309 الكلي 9984853
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير