الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في ذكرى إستشهاد الإمام الرضا (ع)

بواسطة azzaman

في ذكرى إستشهاد الإمام الرضا (ع)

حسين الصدر

 

عالم آل محمد في السابع عشر من صفر 203 هـ

-1-

الامام علي بن موسى الرضا (ع) وَجْهٌ ناصعٌ للامامة الحقّة ، ومثال رائع للزعامة الرشيدة ، ومنهل للمواهب والمناقب الفذّة وقد أجبره المأمون – بعد قتله لأخيه الأمين – على المجيء الى خراسان ليسند اليه ولاية العهد ، قاصداً بذلك إضفاء الشرعية على حكمه .

-2-

كان الامام الكاظم (ع) يقول لبنيه :

« هذا أخوكم عليُّ بن موسى الرضا عالِمُ آل محمد ،

فأسألوه عن أديانكم ،

واحفظوا ما يقول لكم ،

فاني سمعتُ أبي جعفر بن محمد الصادق (ع) غير مرّة يقول لي :

« إنّ عالم آل محمد لفي صلبك وليتني أدركتُه فانه سَمِّيُّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) «

وايّ وسام أرفع من هذا الوسام العظيم ؟

-3 –

ونقف في ذكرى استشهاده (ع) أمام درس عظيم ، وهو وجوب اللجوء الى ( الواقعية ) في التعامل الاجتماعي، ذلك أنّ الناس لن ترضى عنكَ وان كنتَ من الابرار ، فلا ينبغي ان يدعوك ذلك الى الاضطراب والاحتقان

فالمهم أنْ يرضى عنك ربُّكَ، ورسوله (ص) وأوصياؤه ، وليس يضرك أنْ يقول الناس عن ( الدُرّة ) التي في يدك انها بعرة، كما لن ينفعك أنْ يقول الناس عن البعرة التي في يدك إنّها دُرّة .

أين الدّرة من البعرة ؟

ولا عبرة بما يكون بعيداً عن الواقع .

-4-

كان يونس بن عبد الرحمن من أجل تلاميذ الامامَيْن الكاظم والرضا – عليهما السلام ،

وذات مرة دخل البصريون على الامام الرضا (ع) وأكثروا من الوقعية فيه، ، وقد تأثر يونس كثيرا الى الحد الذي بكى فيه ، فقال له الامام الرضا (ع) مسليّا :

« يا يونس :

فما عليك مما يقولون اذا كان إمامك عنك راضيا ...

يا يُونس

وما عليك ان لو كان في يدك اليمنى درّة ثم قال الناس بعرة ،

أو بعرة وقال الناس درّه هل ينفعك ذلك شيئا « ؟

-5-

قال الامام علي بن موسى الرضا (ع) :

« بالعبودية لله عزّ وجلّ افتخر .

وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة مِنْ شر الدنيا .

وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم .

وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجل «

ونحن نرى صرعى العبودية للمال والجنس والسلطة والشهرة يتساقطون واحداً بعد واحد بدلاً من ان يكونوا عبيداً للرب الرحيم المُفضْل المًحسن المنعم ..

انهم يستعينون بنعِمه على معاصيه في مفارقة مرفوضة بكل المعايير والموازين السماوية والأرضية .

ثم انهم بدلاً من زهدهم في الدنيا يزهدون في الاخرة والزهد في الاخرة هو الإفلاس بعينه ،

الإفلاس على كل الصعد والمستويات .

وأمّا الورع فانه غائب لا يكاد يُرى الاّ عند صفوةٍ نادرة من الابرار ، ذلك أن اللهاث شديدُ نحو ما يشبع الغرائز ويتيح الحصول على الرغائب .

واذا كان التواضع المؤشر الحقيقي لسمو الذات ، والطريق الموصل الى العلو والرفعة ، فان المغرورين بأموالهم ومناصبهم لا يزدادون الاّ تجبرا وتكبرا على المستضعفين والفقراء والبائسين ، وما ذلك الاّ لشعور عارم بالنقص .

وهكذا ترّن كلمات الامام الرضا (ع) في أسماعنا لتعيدنا الى محطات التمسك باهداب القيم الأخلاقية والتحلي بها وفي ذلك الفوز المبين في الدنيا والآخرة .

 

 

 


مشاهدات 103
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/08/19 - 4:33 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 4:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 305 الشهر 9308 الكلي 9984852
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير