الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحنفي أفتى التبرع بتكاليف الحج للفقراء ومنع  إستخدام مكبرات الصوت في الجوامع

بواسطة azzaman

مثقف علماني لقب بذاكرة بغداد

الحنفي أفتى التبرع بتكاليف الحج للفقراء ومنع  إستخدام مكبرات الصوت في الجوامع

 

جواد الرميثي

 

في الخامس من آذار عام 2006 فقدت الثقافة العراقية إحدى أعلامها المخضرمين المعمرين  الشيخ جلال الحنفي البغدادي والمولود عام 1914 في محلة البارودية في بغداد ،  وهو فقيه وعالم موسوعي وكاتب وصحفي ومؤرخ ولغاية ، واسمه الكامل( جلال الدين محي الدين عبد الفتاح مصطفى ملا محمود الحنفي البغدادي  والملقب بـذاكرة بغداد) ، كان الراحل من أفضل الخبراء في عهده بالمقام العراقي ، والتجويد والعروض واللغة العربية والأمثال العربية ، من مناقبه الفنية أنه درّس علم التجويد في معهد الفنون الموسيقية في بغداد ، اجرى تصحيحات كثيرة في علم العروض لينشر في مؤلف ، أوجد نماذج للعروض ، فالرجز مثلا الـ 8 بحور جعلها الحنفي 50 بحرا ، استنبط أوزانا جديدة وغيرها من العلوم مما يؤكد وسع أفقه الموسوعي وذوقه الفني المهذب ،  و بعد وفاته ترك مخطوطات جليلة تنتظر من ينشرها ، منها الاجزاء الباقية من (معجم اللغة العامية البغدادية في 7 اجزاء طبع منها 3 أجزاء في حياته وبقيت الأجزاء الأخرى لم تطبع منها ، كتابه (الكنايات البغدادية البذيئة) الذي أرسله في حياته إلى أحد دور النشر في المانيا ولايزال مصيره مجهول.

نظرية صينية

 نقل عنه الباحث حميد المطبعي قوله (الحياة مدرسة تدرس الاحياء وقائع الحياة باسلوب النظرية الصينية»تعلم السباحة في السباحة»). ذكره الموسوعي هادي العلوي الذي ربطته صداقة وذكريات معه بانه  (مثقف علماني في العمق متعدد الكفاءات من فقه وادب و فلسفة وثقافة حديثة وهو من عشاق بغداد والهائمين بها)

جريئاً في مواقفه حيث اتخذ موقفاً فريداً وهو في الثمانينات من عمره عندما كان خطيب الجمعة في أقدم جامع من جوامع بغداد ( جامع الخلفاء ) الذي لم يفارقه  فترة طويلة و يذهب اليه مشياً على الاقدام يومياً من الباب المعظم الى يوم وفاته ، بمنعه استخدام مكبرات الصوت فيه قائلاً : (المكبرات تزعج غير المسلمين والأطفال والمرضى والعُجّز ، ليس لها داعٍ ، فكل الناس يمتلكون ساعات ويعرفون أوقات الصلاة من الراديو والتلفزيون ) .

أرسله عبد الكريم قاسم  ليكون أول أستاذ للغة العربية في جامعة صينية بعد 14 تموز 1958 ، اثرها غضبت عليه السلطة بعد 1963 واستقدمته قبل أن يكمل مشروعه المهم ، وهو أول قاموس عربي صيني عربي ،

أفتى أجرأ فتوى في التاريخ المعاصر داعيا التبرع بتكاليف الحج للفقراء أيام الحصار ، معللاً ذلك بأن ملأ أفواه الجياع أفضل أنواع العبادة ،  وكان (الشيخ جلال الحنفي) الوحيد من بين الائمة المسلمين ارتيادا آنذاك لمنتدى (الاب انستاس ماري الكرملي) الادبي والعلمي ،   لان دخول الكنيسة التي كانت يقام فيها المنتدي حرام كما يقول الجهلاء من الناس .


مشاهدات 74
أضيف 2024/08/21 - 4:47 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 1:40 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 272 الشهر 9275 الكلي 9984819
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير