مع السائل الذكيّ
حسين الصدر
-1-
الذكيّ من ذوي الحاجات يتخير لحاجته النبيلَ الجواد الحريص على حفظ ماء الوجوه ..
ألم تسمع بما قيل في مدح واحدٍ من النبلاء الاسخياء :
اذا جئتهُ يوما لأطلب حاجةً
رجعتُ الى أهلي ووجهي بمائِهِ
ويُعدّ لمخاطبة مَنْ يُقصده شيئا من الشعر يثير فيه اريحيتَه ، ويحفزه الى الاستجابة السريعة .
-2-
جاء في التاريخ :
انّ رجلاً من ذوي الحاجات قصد ( معن بن زائدة ) – وهو من أعلام الاسخياء – وحين وصل اليه خاطبه قائلا :
أصلحك اللهُ قَلَّ ما بيدي
فما أطيق العيال إذْ كثروا
ألحّ دهرٌ رمى بِكَلْكَلِهِ
فأرسلوني اليك وانتظروا
وهكذا جعل الرجل نفسه رسولاً من قبل أهله – الذين عصفت بهم رياح الفقر – الى ( معن ) ليزيح عنهم أعباء الحاجة .
أنّ الرجل وضع ( معن بن زائدة ) أمام طلب يصعب على الكريم أن يرده وهكذا كان .
قال معن – وأَخَذَتْه أريحيّه – لا جَرَمَ واللهِ لأعجلن أَوْبَتَك
ثم قال :
يا غلام :
ناقتي الفلانية ،
وألف دينار ،
فدفعها اليه وهو لا يعرفه .
-3 –
نعم
انّ الاسخياء هم سادة الدنيا كما انّ الاتقياء سادة الآخرة .
وقد جاءت الإشارة الى ذلك في أحاديث الهداة الميامين من أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
-4-
اننا نأسف لما نشهده اليوم من ألاعيب المتسولين وحيلهم، وطلبهم المتواصل لكنْ لا عن حاجة حقيقية بل عن ضِعَةٍ واستخفاف بكرامتهم ، وعبادة للمال حيث أصبح عندهم غاية الغايات ومن أجله يخترقون الخطوط الحمراء دون مبالاة..
Husseinalsadr2011@yahoo.com