زوّار كربلاء يستلهمون الدروس من قضية الحسين ويجدّدون التضامن والولاء
كربلاء - محمد فاضل ظاهر
النجف - سعدون الجابري
يتوافد الزوار من مختلف المدن الى كربلاء، سيراً على الأقدام، لإحياء ذكرى الأربعينية.
وقال الزائر من هادي حسين من محافظة البصرة لـ (الزمان) امس، ان (الاربعين من المناسبات الدينية بالنسبة للمسلمين، ما يجعل الملايين يتجهون الى كربلاء من داخل العراق وخارجه لاحياء هذه الزيارة)، وأضاف (نحن نعد هذه الزيارة طقساً دينياً، ولذا نسير لمسافات طويلة الى المراقد الشريفة)،.
مبيناً انه (انطلق من البصرة الى قبل 17 يوماً)، فيما اوضح الزائر علي عبد الواحد من ميسان، ان (السير بالنسبة للزائر هو مواساة لاهل بيت الامام الحسين، الذين ساروا لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام)، مؤكداً ان (التوجه ممتع بالنسبة لمحبي ال بيت الرسول، وليس هناك شيء يشعر الزوار بالتعب).
استلهام دروس
ولفت الزائر ابراهيم عبد الجليل من ذي قار، الى (إصراره على تجديد هذه الذكرى في كل عام)، مردفاً بالقول ان (المشي الى كربلاء يعزز التواصل الروحي والوجداني، ويؤكد التضامن والولاء للمسيرة الحسينية، واستلهام الدروس والعبر منها وهو دليل وتعبير صادق لاداء الزيارة )، وذكر زائر اخر من محافظة المثنى، ان (اربعيين الحسين تعد صرخة مدوية ضد الظالمين والطغاة، وتحفز الزائرين على المجئ الى كربلاء، من اجل تجديد البيعة للامام)، من جهته اشار الزائر من محافظة الديوانية، كريم عبد علي، ان (مشي الزوار يشكل قضية مبدأ وتأكيد على الناس مع الائمة)، وتابع ان (مجيئنا لكربلاء يفرحنا لكون ذلك له دلالات ومعاني عميقة في دعم القضية الحسينية).
وقال زائر من الكاظمية انه (منذ كان بعمر 15 من عمره رافق والده في السير الى كربلاء دون انقطاع)، واكد (نستمد الثبات والصدق والعهد والولاء لنصرة القضية الحسينية).
وبين الزائر عباس فاضل إسماعيل، من بابل (نسال الله ان يسدد خطانا في هذه المسيرة، وان ما نقدمه يمثل الجزء اليسير في هذه المسيرة المليونية )، بدوره قال الزائر علي رسولي من ايران، انه (نسير من ايران قبل شهر من الزيارة ثم نعبر الحدود العراقية، ونواصل مسيرنا باتجاه النجف ومن هناك الى كربلاء، ونجد على طول الطريق مواكب الضيافة من مياه شرب وطعام يقدمها العراقيون للزوار، كما رأينا انهم يفتحون بيوتهم للوافدين، واكرامهم بالضيافة بهذه المناسبة).
وتستكمل الدوائر الخدمية في كربلاء، استعداداتها الخاصة بالزيارة الاربعينية، لخدمة الزوار الوافدين الى المدينة. وذكر مدير مجاري كربلاء، احمد مكطوف لـ (الزمان) امس، ان (المحافظة صادقت على الخطة الخدمية التي اعدتها المديرية من اجل خدمة الزوار خلال الأربعين)، موضحاً ان (الخطة تضمنت تعزيزات استثنائية لمواجهة الطلب المتزايد على خدمات الصرف الصحي في المدينة، بإضافة سبع وحدات معالجة مياه جديدة خصصت لاستيعاب الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي المتوقعة خلال مدة الزيارة). وأضاف مكطوف، ان (الوحدات تسهم بشكل كبير في رفع كفاءة الشبكة العامة، وضمان بيئة نظيفة وامنة للزائر)، مشيراً الى (تشغيل اكثر من 48 محطة رفع للصرف الصحي، تم تحديثها وتجهيزها بتقانات لتعمل باستمرار، الى جانب توفير 320 الية تخصصية، ومن بيـــنها سيارات شفط وتنظـيف، لضمان تدفق مستمر للمياه).
وقال مدير عام دائرة صحة كربلاء، صباح الموسوي ، في تصريح امس، الى (تجهيز 100 مركبة اسعاف فوري، تم توزيعها في مركز المدينة القديمة الطرق الخارجية، كما جرى تهيئة ثمانية مستشفيات حكومية، واربعة اهلية لاستقبال المرضى، فضلاً عن المراكز الطبية في مركز المدينة القديمة وقضاء الحسينية والهندية، و22 مفرزة طبية).
مفارز صحة
مبيناً انه (تم تجهيز مركز زينب الكبرى الجراحي التخصصي للعيون، ودعم الملاكات الطبية بالادوية والمستلزمات العلاجية الخاصة بالطوائ، وإيجاد 50 مفرزة صحية لضمان سلامة مياه الشرب والاغذية المقدمة للزائرين، وتهيئة 30 فرقة جوالة للحالات الحرجة التي تحدث بين جموع الزوار، وتسيير مستشفى الزهراء المتنقل على محور كربلاء النجف)، وتابع الموسوي ان (الدائرة وبالتعاون مع الحشد الشعبي تعمل على فتح 15 مفرزة طبية موزعة بين محاور المدينة القديمة، وتعزيز طاقات الجهد الطبي والصحي، وتخصيص 20 سيارة اسعاف في المحاور الثلاث الخارجية للمدينة)، لافتاً الى (تولي مسؤولية الدوائر الصحية من محافظات بغداد، الديوانية، المثنى، البصرة، وميسان، واسناد طبي من قبل دائرتي صحة النجف وبابل).
وأوضح مدير مصرف الدم، قيس رشيد، انه (تم جمع اكثر من 3 الاف قنينة دم بمختلف الاصناف من تبرعات المواطنين، ضمن حملاتها الخاصة بالزيارة، لتغطية ما يتم صرفه يومياً للمرضى من المصابين بالكلى والحوادث المرورية المتكررة بنسبة 200 الى 250 قنينة دم).
على صعيد متصل، اكد مدير بلدية كربلاء، حسن الشريفي، (وضع خطة خدمية خاصة بالاربعين، باشراف ودعم محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، واستنفار جهودها الخدمية لاكثر من 1540 موظفاً، وتشغيل عمال نظافة ضمن قطاغات البلدية المختلفة، الى جانب قواطع البلدية في مركز المدينة القديمة)، منوهاً الى (تكثيف الجهود في تعزيز تعزيز الواقع البيئي خلال الزيارة، وتوزيع 2500 حاوية مختلفة الاحجام لتسهيل عمل النظافة، فضلاً عن مشاركة 446 الية جهد الي وبشري، وتجهيز العدد والادوات الخاصة للعمل والوقاية من حرارة الجو المرتفعة).
من جانبها باشرت مديرية مرور كربلاء، بنصب الرادارات لقياس السرعة في عموم المحافظة، لرصد المخالفين للقواعد والارشادات المرورية خلال الاربعينية. وقال مسؤول اعلام مديرية مرور المحافظة، رياض عبيس الحمداني لـ (الزمان) امس ان (الهدف من هذه الاجراءات هو رصد المخالفات للمركبات بشأن السرعة او حزام الامان اواستخدام الهاتف النقال اثناء القيادة)، مشيراً الى (توجيه السواق القادمين الى كربلاء، بأهمية الانتباه والالتزام بالقوانين المرورية لتلافي الحوادث او الغرامات، وتخفيف السرعة).
خطة مرورية
وفي النجف، بدأت مديرية المرور، بالخطة المرورية الخاصة بالزيارة. وأوضح مدير مرور النجف، وسام الكعبي، في تصريح امس انه (يجر تنفيذ الخطة المرورية بالتنسيق مع قيادة شرطة النجف، و الدوائر الخدمية وهيئة المواكب الحسينية والعتبات).
لافتاً الى (اتخاذ إجراءات احترازية لاستقبال الزائرين الوافدين الى المحافظة، بأتجاه كربلاء)، واكد الكعبي (استنفار المديرية كل طاقاتها البشرية و الآلية، و تعزيز قوة القواطع الميدانية بضباطها و منتسبيها، لمعالجة الإختناقات المرورية التي قد تشهدها المحافظة بسبب الضغط المتوقع لحركة سير المركبات، و متطلبات تأمين مسيرة الزائرين المشاة ، و تسهيل عبورهم بين جوانب الطرق، كما تم تأمين الطرق لجموع الزائرين في جميع الإتجاهات المؤدية الى كربلاء ، لمنع إختلاط حركتهم بطريق السيارات).