الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إمتلاك الإرادة والهمم وقدرة  الصعود إلى القمم

بواسطة azzaman

( لاي- فاي ) الزمان (50 )

إمتلاك الإرادة والهمم وقدرة  الصعود إلى القمم

عبد الرضا سلمان حساني

 

لقد بلغ عدد المقالات التي نشرتُها في صحيفة الزمان أكثر من ستين، خمسون منها في هذا العمود الصحفي كما يشير الرقم في أعلاه. وفي أغلب هذه   المقالات، كنتُ ألامس بعض المقاربات العلميّة  وأضعها بأسلوب مبسّط، كما تعوّدنا في التدريس،  لتأخذ   الفائدة مداها الأرحب كواحدة من وسائل الحفاظ على ماتبقى من التعليم في إطار آلياته التي ألِفناها سابقاً وإيصال أدواته    وأساليب تطوير المناهج  وإعادة تأطير الرصانة. علينا أن نؤكّد واحدة من المؤثرات التي أودّ عرضها وهي مزج القدرات وتشخيص المؤشرات المستخلصة من فعل المواقف، حيث يمكن أن تشهد مشاكل علميّة  كبيرة في النظر  الى الواقعيّة   من خلال تعقيدات التحليل الإحصائي والرياضيات من جهة،  والنظريات والنظرات المجتمعيّة والسياسيّة المقابلة في بيئتها من ناحية أخرى.

 المفهوم العلمي للقدرة

يُعرّف الشغل أو العمل بأنّه الطاقة أو التغيّر فيها (في مناهج تدريس الفيزياء في بعض الأقطار العربية، يُطلق عليه إسم (العمل) وفي مناهج التدريس في العراق إسم (الشغل)، وكلاهما يقابل  (work) بالإنگليزية).  يُنجز هذا الشغل عادة عندما تزيح قوّة جسماً ما، وهنا نعتبر أنّ الفترة اللازمة لإنجاز  شغل معيّن هو بنفس أهميّة مقدار  الشغل المنجز. فمثلاّ، إذا بدأت سيّارتان بالحركة في آن واحد وتسارعتا، فيقال عن السيّارة التي تصل الى سرعة 100 كيلومتر/ساعة بفترة أربع ثوانٍ بأنّها تمتلك قدرة أعلى ( تستخدم قدرة أكثر) من الأخرى التي تصل الى نفس السرعة بثمان  ثوان ٍ. وهنا نقترب من التعريف العلمي بأنّ القدرة هي مقدار  مايُنجز من شغل

( وحداته  جول) في زمن محدّد

( وحداته ثانية).  ونتذكّر المصابيح الكهربائيّة القديمةبقدرة  60 واط (المصابيح  الحديثة تعطي نفس الإضاءة بقدرة 12 واط) و مصباح 100 واط ومصباح الفلورسنت  40 واط أو 20 واط؛ والواط هو وحدات القدرة الكهربائيّة وهو طاقة جول/ثانية. و تُستخدم وحدات القدرة الحصانيّة للتعبير عن القدرة بدلاً  من  الواط وخصوصاً محرّكات السيّارات والمكائن، فيقال أنّ قدرة المحرّك هي كذا حصان( 1 حصان قدرة يساوي 746 واط تقريباً)، لأنّ محرّك السيّارة يستهلك قدرة أثناء الإشتغال. ومن حاصل ضرب القوّة والسرعة نستنتج القدرة أيضاً، وهناك العديد من الأمثلة والمقاربات التي يعرفها المتخصصون. ومن هذه المقاربة أو تلك،  يجب أن نتذكّر بأنّ ذلك ينطبق على القدرة الجسمانيّة للبشر وعلاقة ذلك بالطاقة الكامنة كواحد من الأنماط، وبالتالي وضعنا الإطار العلمي العام لمعنى القدرة.  وفي نفس السياق، نجعل المفهوم مدخلاً ناعماً  الى مكامن ماديّة ومعنويّة فيها .

ثوابت ومتغيّرات

وصياغة مقاربات تفاعليّة تلامس قلوب  وعقول وتحرّك عزائم وهِمم. وينسحب  مضمون المقال الى وجوب تحقيق المنجز  العلمي الذي تثمر نتائجه في ميدان حقل العمل وليس في الرفوف، وإنّ اللقب  العلمي  الحقيقي يجب أن يكون أداة وجزء من منظومة علميّة فاعلة ومتفاعلة لتطوير   وإزدهار البيئة المجتمعيّة وإستدامتها وليس مجرد كلمات توضع قبل الإسم

قدرةالإرادة الكامنة

بعيداً عن القدرة الجسمانيّة، يأتي الفعل الإرادي الذهني والهِمّة النابعة منه بتوجّهاتها وإتجاهاتها ودوافعها.

وعلى مدى عقود وسياقات أحداث وفصول في كتب، نجد المتحقق بإمتلاك  الإرادة وإدارتها الناجعة في الشجاعة  والمواجهة لتتويج الغار، وتلك واحدة من القمم. وهنا لا أتحدث عن القابعين في القعر، فهؤلاء لايمتلكون إرادة الإرتقاء بسبب خياراتهم وإنتهازيّة المصالح.  ومن  إفرازات  مثل هذه المواقف كذلك، هو  بعض مانسمع ونرى أو  حدث في الماضي،  بغض  النظر عن تسمية مَن هو الفاعل ومن المفعول  به،  ومن المعلوم  ومن المجهول. وأقول، تستمر عمليات قرصنة وقرصة بشدّ  وجذب وتفاصيل في  صفحة  ما، وحينها فإنّ الشيطان يهرب ولا  يكمن  فيها، بعكس القول الشائع. ولاعجباً حين تئنّ العبارات من ترتيب كلماتها وتُسوّق الى ألسُن تحتمي خلف أبجديّات وموازين اللغة السليمة رغم كونها درر  كامنة في البحر بالإضافة الى تدريسها في صفوف المدارس العربيّة الأصيلة. وهنا تتألّق  ويعيد التاريخ صفحات إرادة وشجاعة وصبر حين تظهر  شخصيّات تضحّي في عصر  جديد كالخنساء وبطولات المناضلة جميلة بوحيرد  والشهيدة هناء الشيباني والقائمة تطول بأسماء ماجدات الهمّة والإلتصاق بالمبادىء ومنها مايحدث الآن في الخِيام والمدارس والمشافي وقوافل الإستشهاد. وقائمة بأسماء رجال  البطولات والشهادة في صفحات مواجهة من أجل  إدامة صورة  وصيرورة  تاريخيّة  بيضاء تأطّرت وتعطّت  بسيماهم  في مسيرة الى القِنم

صفحات  في واجهة ومواجهة

إرادة الشعوب وشجاعة المجاميع وعزيمة الأفراد تفرض نفسها عندما تكون الأهداف  والهِمم  الملاصقة هي المنبع الملهم والمحرّك في أوجه المواجهة وصفحاتها. وهناك الكثير ممّا كُتبَ وقيل  ويقال ويُعاش الآن. تلك هي الهِمّة والإيمان بالإرادة التي تجعل شخصاً أو موقف  أفراد (بعدد قليل) يواجهون ويصمدون بإقدام أمام جيش معتد مسلّح  بدباباته وطائراته وأحدث قدرات التكنولوجيا الحربيّة. وبنفس الإرادة المتوّجة بالغار،  يصمدُ شعب أمام جيوش 33 دولة جاءته من بعيد، فإنتفض  ودافعَ  وعمّرَ وعاش مرفوع الرأس في مسيرته ومساره الكريم الوضّاء بشهادة العالم. ثم تأتي هِمم إعادة الإعمار وعناوينها في جميع القطاعات الخدميّة بضمنها المعامل والكهرباء والمصانع ومؤسسات التعليم والنهوض به والتربية والصحة والإعلام وتطويرها  يفترات زمنيّةقياسيّة قصيرة. فأتذكر وأذكر أنّ إعمار  وإعادة تشغيل محطة الدورة لتوليد الكهرباء إستغرق  55 يوماًً في العام 1991 بجهود وعطاء  عراقيين أخيار من القطاعات الحكوميّة العاملة.وفي مواسم وشهور، ظهرت مناسيب العزيمة والهِمم في قِمم وفي منجزات وأنماط متعدّدة وواعدة. فقد ظهرت عناوين ومفاخر  ومنها بأزمان وفي أشهر تموز(يوليو) وتشرين وآب (أغسطس) وبياناته وآذار (مارس) ونيسان(أبريل) وبيّناته وجميع مايزخر  به بريق التقويم.

  بقية المقال على الموقع الالكتروني لجريدة (الزمان)

 

-

وما أقول في كلّ  ما تحققه هِمم العزّة والعزيمة هي دعوة للنظر في صفحة تاريخ مضى وأرضى وليس بتزويق وإدّعاء. وما نراه وبعدما كان الحجر يمكن أن يصيب عصفورين أو  أكثر، تحوّلت الصورة الى مواجهة  وتشابك العصافير  بالحجر. وهنا يجب أن يكون البعض على بيّنة من تأشير الفرق بين  الهموم والهِمم؛ ليست (ياهموم الحب ياقُبُبلُ  في بحار الشوق تغتسلُ) كما تقول أغنية فيروز. ونضيف ممّايقال بضرورة  وضع الهموم في جيوب مثقوبة، خصوصاً وإنّ النفوس الكبيرة تمتلك أمنيات وإرادة تلبّي طموحاتها.

وعندما تتقدّم العزيمة والصبر والشجاعة في الميدان مع الإيمان بقضيّة،  تقوى النفوس   للمواجهة والله ناصر  المؤمنين الصابرين.

سطور الختام

في العام 1999، صدَر إعلان عمليةBologna للتعليم العالي (بإسمه   المأخوذ من  إسم عاصمة مقاطعة ( يُقرأ بولوني أو بولونيا) تقع في شمال إيطاليا. يهدف  هذا الإعلان الى التنسيق بين جامعات في دول أورپيّة حضر ممثلوها ذلك الإجتماع في حينه مطّلعين على إمكانيّاتهم ومجالاتها. وهنا أودّ  أن أذكّر بضرورة قراءة الإعلان ومضامين العمليّة بلغتها الإنگليزيّة، وأذكّر من يهمّه الموضوع أيضاً بأنّ كلية الطب بجامعة بغداد قد تأسست قبل أكثر من  (تسعين) عاماً،  وتأسست كليّة العلوم فيها عام 1949 وكذلك جامعات وكليّات عراقيّة عديدة

تأسست قبل صدور هذا الإعلان بعقود بمسيرة أكاديميّة رصينة وضعتها  في المعايير مع  جامعات عالميّة.

وأضيف سطراً ممّا يقال، أنّ بعض الصمت أجمل من كلام، وبعض الكلام  كالغبار؛  إمّا تأخذه الريح بعيداً أو  ينزل الى الأرض فتدوسه الأقدام.


مشاهدات 8
الكاتب عبد الرضا سلمان حساني
أضيف 2024/08/14 - 3:12 PM
آخر تحديث 2024/08/15 - 12:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 32 الشهر 6063 الكلي 9981607
الوقت الآن
الخميس 2024/8/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير