الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العراق يعود إلى (كان) بعد 68 سنة.. سعيد أفندي ضمن عروض كلاسيكيات السينما العالمية

بواسطة azzaman

العراق يعود إلى (كان) بعد 68 سنة.. سعيد أفندي ضمن عروض كلاسيكيات السينما العالمية

كان - سعد المسعودي

 

يشارك العراق رسميا هذا العام بالمسابقات الرئيسية لمهرجان كان السينمائي بدورته 78   حيث عرض فيلم «كعكعة الرئيس « للمخرج الشاب حسن هادي  واختارت اللجنة المنظمة لمهرجان كان  فيلم «سعيد أفندي « الذي انتج بالاسود والابيض قبل 68 وهو مقتبس عن قصة «شِجَار» (1955) للكاتب إدمون صبري واخراج كاميران حسني  .وقد سجل الفيلم  نجاحا باهرا عند عرضه للمرة الاولى في الخمسينيات من  القرن الماضي حيث  عُرض أولاً عام 1957 في «سينما الخيام» بكركوك، ثم في «معهد العالم العربي» بباريس،  عندما تم تكريمه عام 1998،  وهو أول فيلم عراقي يشارك في امهرجان دولي، بمستوى موسكو»، عام 1958 لم يستطع حسني إكمال مشواره الواعد، إذ أحبطت ظروفٌ طموحاته، فأصابته الخيبة، وانسحب من الفن اٍلى التجارة، مؤسِّساً مطعماً في بغداد. ثم ما لبث أنّ هاجر مجدّداً، ليموت مُغترباً في 6 أيلول 2004.

وقد تم عرض  فيلم سعيد افندي بعد  ترميمه من قبل السينماتيك الفرنسية  ليُعرض في «كلاسيكيات  المهرجان , وهو يعكس صورة حيّة للمجتمع البغدادي في خمسينيات القرن الماضي. يتميّز بأسلوب واقعي وينتمي للمدرسة «الواقعية الايطالية « بعيدا عن تقنيات الاستوديو بديكوراته  المختلفة  وتم التصوير في مناطق شعبية  قديمة مثل منطقة «الحيدرخانة، وبيوت الكرخ  القديمة، ما أضفى عليه طابعاً أصيلاً يعكس بساطة الحياة اليومية.

والفيلم يحكي عن المعلّم سعيد أفندي «يوسف العاني» الذي يبحث عن سكن  جديد يأجره ويواجه صعوبة في العثور على مسكن مناسب لعائلته، فينتقل إلى حي شعبي، يلتقي فيه جاراً جديداً، الإسكافي عبد الله «جعفر السعدي». تنشأ بين العائلتَين علاقات متوتّرة بسبب مشاجرات الأطفال، ما يؤدّي إلى سلسلة أحداث تكشف عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها الطبقات المتوسّطة في تلك الحقبة , اعتمد حسني أسلوب الواقعية الايطالية  الجديدة، مستخدماً معدات بسيطة في التصوير بمواقع حقيقية، وهذا أضفى طابعاً طبيعياً بعيداً عن التصنع. هذا النهج الفني ساعد في نقل الواقع الاجتماعي للمجتمع العراقي في تلك الفترة، جاعــــلاً الفيلــــم وثيقـــة سينمائية قيّمة لعادات بغداد القديمة وتقاليدها. فسبب اختيار الواقعية، والتصوير في أماكن طبيعية، كامنٌ في عدم توفر استديوهات وآلات حديثة وديكورات وأدوات فنية، لكنّ «سعيد أفندي» تعرّض لمشاكل رقابية قبل عرضه للجمهور للمرّة الأولى في السادس من تشرين الثاني 1957، في سينما «ميامي» في بغداد. ورغم بساطة القصة، نجح الفيلم في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمّة، كالطبقات الاجتماعية والتعليم والعلاقات بين الجيران. أثار اهتمام النقاد والجمهور، واعتبره البعض بداية تأسيس سينما عراقية تعكس الواقع الاجتماعي بصدق وواقعية، كما يُعدّ علامة فارقة في تاريخ السينما العراقية  بجمعه بين الأسلوب الفني الواقعي والموضوعات الاجتماعية المهمة. ورغم مرور أكثر من ستة عقود على إنتاجه، لا يزال يحتفظ بقيمتيه الفنية والتاريخية، ما يجعله مرجعاً مهمّاً لفهم تطوّر السينما العراقية، وتوثيق الحياة اليومية في بغداد الخمسينيات.

وشارك في بطولة «سعيد أفندي» نخبة من نجوم تلك الحقبّة ، من بينهم يوسف العاني، جعفر السعدي، زينب حسني، عبد الواحد طه ويعقوب الأمين، ولاقى العمل حينها ترحيبًا نقديًا وجماهيريًا واسعًا، كما مثّل العراق في عدد من المحافل، منها مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1959.

والفيلم لم نشاهد تايتل النهاية له بل اكتفى بنهاية اسم «يوسف افندي « حتى تعالت الاصوات  بكلمات «برافو» واستمر التصفيق نحو ربع ساعة،  ثم بدأ النقاش بين نقاد وجمهور مهرجان كان في باحة صالة «لويس بانوييل « عن جمال بغداد القديمة بمناطقها الشــــــــعبية والأداء الرائع للممثلين في الفيلم، اذن عبر التاريخ يدخل العراق بوابة مهرجان كان بعد 68 عاما  والقادم سيكون أجمل بتجارب الشباب العراقي المتجدد بتقنيات السينما الحديثة. وكان وفدا عراقيا بمشاركة مستشار رئيس الوزراء حسن السوداني ووارث كاويش مقرر لجنة دعم السينما و مدير مهرجان بغداد السينمائي حكمـــــــــت البيضاني فيما اعتذر نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي في اللحظات الاخيرة من الحضور بسبب انعقاد مؤتمر القمة ومنتدى الاعلام العربي.

 


مشاهدات 128
أضيف 2025/05/18 - 3:45 PM
آخر تحديث 2025/05/19 - 11:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 20 الشهر 24835 الكلي 11018839
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير